كشفت إيران عن وجهها الطائفي البغيض مجدداً من خلال تصريحات نظامها تجاه الأحكام الشرعية التي نفذتها المملكة بحق الإرهابيين الذين ثبت باليقين القاطع تورطهم في ارتكاب أعمال إجرامية أودت بحياة المئات من المواطنين والوافدين المستأمنين. وأكدت المواقف الإيرانية بذلك مجدداً دعم النظام الإيراني للإرهاب ومحاولتها زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي على غرار ما تفعله في سورية والعراق واليمن من دعم للتنظيمات الطائفية والجماعات الإرهابية، فضلاً عن توفير الحماية للكثير من المتورطين في جرائم إرهابية، وإطلاق أسماء بعض الإرهابيين على شوارع رئيسية في طهران ومدن إيرانية أخرى تمجيداً لهم. ومثال ذلك إطلاق اسم خالد الاسلامبولي الذي قتل الرئيس المصري على إحدى شوارع طهران، فضلاً عن دعم إيران المالي والعسكري لتنظيمات وجماعات إرهابية طائفية مثل حزب الله في سورية والحوثيين في اليمن، والتنظيمات الشعبية في العراق. ويرى المراقبون أن نظام إيران حاول منذ اللحظة الأولى لإعلان المملكة عن تنفيذ الأحكام الشرعية بحق ال47 إرهابياً إلى الترويج للأمر على أساس انه نزاع طائفي محاولاً التعتيم على الحقائق الجلية والواضحة بأن الاحكام الشرعية، صدرت بحق أشخاص ارتكبوا جرائم، بغض النظر عن أفكارهم أو مذاهبهم أو حتى جنسياتهم، بدليل أن أكثر من 40 من هؤلاء الإرهابيين هم من السنة مقابل 5 فقط يعتنقون المذهب الشيعي. بينما يفسر مراقبون آخرون أن تصريحات مسؤولي النظام الإيراني وما سمحوا به من اعتداء على السفارة السعودية في طهران في أعقاب إعلان المملكة عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق الإرهابيين ومحاولة يائسة لإذكاء النعرات الطائفية البغيضة، وتشويه صورة المملكة، رداً على الموقف السعودي المشرف في دعم الشعب السوري الشقيق في مواجهة جرائم نظام الأسد حليف إيران وكذلك قيادة المملكة لتحالف دعم الحكومة الشرعية في اليمن ضد الحوثيين والذين يحظون بدعم ومساندة إيران لزعزعة أمن واستقرار اليمن. ويجمع المراقبون أن النظام الإيراني الذي يقاتل الشعب السوري دفاعاً عن حليفه نظام الأسد، والذي يقدم الدعم أيضاً لحزب الله، لا يتورع عن تبرير جرائم الإرهابيين أو الدفاع عنهم، فمن يحتفي بقاتل رئيس دولة مثل خالد الإسلامبولي الذي قتل الرئيس المصري السادات لا يستغرب منه أن يدافع عن الإرهابين الذين ينفذون عن قصد أو جهل أجندته. ويؤكد المراقبون أن موقف إيران ليس مستغرباً في ظل ما اشتهر به نظامها من ممارسات للتدخل في شؤون الدول المجاورة ومحاولات توسيع نفوذها في المنطقة على أسس طائفية ومذهبية، فضلاً عن محاولتها استغلال الأحكام الشرعية التي صدرت بحق الإرهابين في الترويج لصورة مضللة عن المملكة في وسائل الإعلام الغربية مستغلة في ذلك تحفظ بعض دول أوروبا على أحكام الإعدام، والذي لا يعمل به في كثير من الدول الغربية، فضلاً عن عدم معرفة كثير من هذه الدول بفظاعة الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الإرهابيون والتي راح ضحيتها العشرات من رعايا الدول الأجنبية الذين كانوا يعملون بالمملكة. ورغم التأثير الكبير على المستوى المحلي والعربي والإقليمي لحق المملكة في محاكمة كل من تورط في ارتكاب أعمال إرهابية على أراضيها وتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقهم، تحاول إيران تصوير ذلك في إطار طائفي، لأنه الإطار الوحيد الذي تعرفه وتجيد التحرك داخله، وترى أنه يحقق مصالحها ويخدم أطماعها متغافلة، أن هذا الإطار الطائفي البغيض هو السبب الرئيسي في عزلتها، وتوتر علاقاتها مع كثير من الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي الذي بات يدرك بوضوح أن نظام إيران هو الداعم الأول للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.