أكد وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أن المملكة في قائمة الدول الـ30 المدعوة للمشاركة في مباحثات مؤتمر السلام الخاص بحل النزاع السوري، "جنيف 2" المقرر عقده في 22 يناير المقبل. وأوضح في مؤتمر صحفي بجنيف مساء أول من أمس أن العديد من الدول الغربية دعمت مشاركة السعودية في المؤتمر، إضافة إلى العديد من دول الجوار، مثل لبنان والأردن وتركيا، مع استبعاد إمكانية مشاركة إيران. وبحث الإبراهيمي ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، موضوع مؤتمر السلام حول سورية، كما أورد الموقع الإلكتروني للخارجية الإيرانية أمس. وأوضح الموقع أن ظريف والإبراهيمي أجريا محادثة هاتفية "تناولت آخر المستجدات بخصوص المؤتمر" المقرر عقده في 22 يناير المقبل بسويسرا. لكن الموقع لم يعط أي تفاصيل أخرى، كما أنه لم يوضح تاريخ إجراء المكالمة الهاتفية. وأعلن الإبراهيمي أن المحادثات التحضيرية لمؤتمر السلام لم تفض لاتفاق حول مشاركة إيران. وقال "بالنسبة لإيران لم نتوصل لاتفاق بعد. وليس سرا أننا بالأمم المتحدة نرحب بمشاركة إيران، لكن شركاءنا بالولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بعد بأن مشاركتها ستكون أمرا صائبا". وأضاف "اتفقنا على أننا سنجري مزيدا من المحادثات لنرى ما إذا كنا سنتوصل لاتفاق حول هذا الأمر". وكان مسؤول بالإدارة الأميركية أفاد "نجد صعوبة في تخيل وجود الإيرانيين في هذا المؤتمر". وأكد الإبراهيمي والمسؤول الأميركي على أن إيران يمكن أن تقوم بدور حتى دون مشاركتها الرسمية بالمؤتمر. وتابع "لم يقل أحد إن الأمم المتحدة لا تستطيع استشارة إيران، ولا أحد قال إن إيران لا يمكنها أن تقوم بخطوات تحسن وضعها". وعقد الإبراهيمي اجتماعات مغلقة مع مسؤولين أميركيين وروس بمقر الأمم المتحدة في جنيف، ثم أجرى محادثات أوسع مع دول أخرى دائمة العضوية بمجلس الأمن. ثم التقى مندوبين عن الدول المجاورة لسورية وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا. وأعرب الإبراهيمي عن "الغضب والأسف" لسفك الدماء والأزمة الإنسانية التي يزيد من تفاقمها منع المساعدات، والاعتقالات دون سبب وعمليات الاختطاف. وقال "نأمل بعد أن أصبح لدينا الآن موعد للمؤتمر، بأن تتخذ الأطراف بشكل أحادي مجموعة من القرارات، وإجراءات تشير إلى أنها قادمة لجنيف لإنهاء هذا النزاع". وإضافة إلى مسألة المشاركة الإيرانية، تتجه الأنظار لقائمة وفدي الحكومة والمعارضة السورية. وقال الإبراهيمي إن "الحكومة السورية أبلغتنا رسميا بأنها شكلت وفدها"، مضيفا أن دمشق ستعلن عن أسماء المشاركين في الوفد قريبا. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده إلى محادثات "جنيف2". وقال الإبراهيمي "التقينا ممثلين عن الائتلاف وقالوا لنا إنهم يتصلون مع الآخرين في داخل وخارج سورية"، مشيرا إلى توقعات باحتمال تشكيل وفد المعارضة خلال الأيام المقبلة. وفي هذه الأثناء قال المسؤول الأميركي إن واشنطن متفائلة بأن تتمكن المعارضة المنقسمة بشدة من تشكيل وفد يتمتع "بالمصداقية والشرعية ويكون ممثلا بأكبر قدر". ودعت مجموعة الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب، الجمعة لتوحيد صفوف المقاتلين. وكان هذا الجيش أقوى مجموعة معارضة مسلحة، إلا أنه أصبح مهمشا بعد هيمنة الإسلاميين على ساحة القتال. ومؤتمر "جنيف2" مسؤول عن بدء تنفيذ خطة تم اعتمادها في مؤتمر جنيف الأول في يونيو 2012 من قبل القوى العظمى لتسوية النزاع، وتشكيل حكومة انتقالية للإعداد للانتخابات الرئاسية. ولكن تلك الخطة لم تشر لمصير الرئيس الأسد، ما يجعل هذا الموضوع إحدى نقاط الجدل الرئيسية في المؤتمر.