تعد الملتقيات فرصا جيده لتبادل الخبرات والحديث عن المستجدات خاصة إذا تمت دعوة أسماء هامة من خارج الوطن وداخله للحديث عن أي قطاع وتطور أدواته وآلياته ولهذا تأتي الملتقيات الإعلامية لتواكب تسارع التطور الإعلامي من حيث الشكل والأداء ولكن من المهم أن يكون لهذه الملتقيات أجندة مسبقة تراعي مثيلاتها في الدول المجاورة وتراعي أن يكون برنامجها معروفا مسبقا وقبل عام كما هو المعمول به في معظم دول العالم حيث يمكن لأي مهتم أن يعد برنامجه السنوي محددا أولوياته وفق ما أمامه من أجندة وهذا يتطلب وضوحا تاما لهذه الملتقيات فنحن نتابع البعض منها في أول انعقاد لها ونترقبها في السنة التالية لنجدها قد اختفت وكأنها كانت معدة لغرض محدد بينما الصحيح أن يكون للملتقيات برنامج واضح لخمس سنوات على الأقل وتكون معلومة المكان والزمان فنحن قد نجد كثافة كما حدث في الشهر الماضي حيث عقد في شهر واحد مؤتمر وكالات الأنباء الدولي الرابع وتلاه ملتقى الإعلام السعودي في جدة سبقه ملتقى إعلامي آخر في مدينة الباحة بفارق يومين وتلاه لقاء في غرفة الأحساء عن الاستثمار في المرئي والمسموع بينما يقابلها غياب غير مبرر لبعض الملتقيات الهامة كما في الملتقى الثقافي الأول الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام في العام 2004 ودعي له كل المثقفين من أرجاء الوطن وعقد في مركز الملك فهد الثقافي وكان يفترض أن يكون العام التالي عاما لتقييم ما تم انجازه من أفكار في ذلك الملتقى إلا انه غاب ثمانية أعوام وعاد قبل عامين من الآن في نسخته الثانية والتي يفترض أن تعود في نفس الموعد من العالم التالي فعادت للغياب مجددا. إن الملتقيات الوقتية التي لا تحافظ على أجندة ثابتة لها ولا يقيم في ملتقاها التالي ما أنجز في ملتقاها السابق لا تعدو كونها فعالية لا يمكن أن تحقق إلا الظهور الإعلامي لمنظميها وهو ظهور منتهي الصلاحية بينما لو كان الهدف هو التأسيس للاستفادة المستدامة فستخلد لمؤسسيها في المستقبل انجازاتهم وسينسب لهم الفضل بعد الله في يوم من الأيام أنهم كانوا وراء إطلاقها ورعايتها والاهتمام بها . ولهذا فإننا نأمل من الهيئات الإعلامية الحديثة ( الإذاعة والتلفزيون – المرئي والمسموع – الأنباء ) أن تنسق فيما بينها لوضع آلية للملتقيات أو المهرجانات أو المؤتمرات التي تحقق لها ما تنشده من تطور وأن تتبناها كبرامج سنوية بحيث تنسب لها من تأسيسها وتكون موزعة بشكل متوازن على مدار العام حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد من المشاركين كمتحدثين أو حضور للتواجد طالما أنهم يتعاملون مع أجندة سنوية مسبقة التنظيم وفي الوقت نفسه نتمنى ان يكون الملتقى الثقافي السعودي سنويا وفي موعد ثابت وان يكون له جهازه التنظيمي حتى يمكن ان يستفاد مما يطرح به من رؤى فهو يلخص رؤية كل مثقفي هذا الوطن والاستفادة منها لا تتحقق إلا بتطبيقها وتقييمها عاماً بعد آخر.