تحولت نقطة شرطة دبي مول إلى ما يشبه غرفة العمليات لاستقبال نزلاء فندق العنوان ممن فقدوا ممتلكاتهم وجوازات سفرهم وأموالهم ومجوهراتهم أثناء الحريق، وذلك للحصول على شهادات فقدان لتقديمها لسفارات بلدانهم لاستخراج جوازات السفر، والأوراق الثبوتية الأخرى، لاسيما أن البحث عنها داخل الفندق المحترق لم يكن مسموحا به بالداخل حتى ظهر أمس، سوى في الطوابق التي تم الانتهاء من معاينتها وحصر الأضرار بها وهي الطوابق المحصورة بين الطابق السابع عشر والطابق الخامس عشر من الفندق. سخرت شرطة دبي عددا من موظفيها في مركز شرطة بر دبي، إضافة إلى عدد من موظفي الفندق وشركة اعمار للتدقيق على بعض المستندات التي يحملها النزلاء، حيث كانت عبارة عن صورة من جواز السفر، وصورة من حجز الفندق، أو عقد الإيجار، أو الملكية لمن كان يمتلك شققاً داخل الفندق، وذلك حتى يتمكن القائمون على ذلك من إدخال البيانات وإصدار شهادة الفقدان مختومة، وموجهة للجهات المعنية، أو لإصدار شهادات بدل الفاقد. والتقت الخليج بعدد من نزلاء الفندق ممن تواجدوا داخل نقطة شرطة دبي مول، حيث كانت البداية مع إحدى السيدات من الجنسية السعودية، والتي كانت تقطن في الطابق الثالث والعشرين وبرفقتها والدتها و10 من أسرتها، حيث كانوا جميعاً وقت حدوث الحريق في الشرفة لمشاهدة الاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة 2016، مشيرة إلى أنها فوجئت بألسنة النيران تعلو أمامهم، فحملت أطفالها، ووالدتها المسنة تاركة كل ما تملك من أموال، وجوازات سفر، وبطاقات ائتمان، ومجوهرات داخل خزانة الشقة، ولم تستطع حمل أي أغراض لأطفالها أيضا ولا ملابسهم. وقالت إن مشكلتها حالياً تكمن في جوازات السفر التي تتمنى أن تكون سليمة نظراً لأنها كانت من المقرر أن تعود لموطنها أمس، ولكن لم تستطع، وتوجهت بالشكر والتقدير الكبيرين إلى كافة المسؤولين في دبي لإيجاد وتوفير سكن آخر وسريع لها ولأفراد أسرتها، أولا في فندق المنزل، ومن ثم نقلهم إلى فندق آخر في اليوم التالي، وهي بانتظار استخراج أغراضها وأطفالها، وأشادت بالتعامل الحسن بمنحهم مبالغ مالية يومية للصرف على أطفالها رغم أن كل شيء متوفر من ناحية الإعاشة والغذاء على مدار اليوم. وأشارت سيدة من الجنسية القطرية، الى أنها كانت وقت حدوث الحريق مع زوجها في أحد المطاعم، حيث كانت قد تركت طفلتيها (عام، و3 أعوام) مع الخادمة في سكن الفندق، في الطابق الخامس والعشرين حيث تقطن مع أسرتها، و لفتت إلى أنها وحينما علمت بوقوع الحريق داخل الفندق قامت بالاتصال بالخادمة لحمل الطفلين والنزول بهما فورا للشارع، خاصة أن المسافة بين المطعم وفندق العنوان كانت بعيدة حيث لا تقل عن نصف ساعة، مؤكدة أنها من خوفها وزوجها على طفليهما نسي زوجها هاتفه في المطعم، وركضنا للاطمئنان على طفلينا حيث تمكنا من الوصول إليهما بعد أكثر من ساعتين، حيث وجدنا ولله الحمد أن الخادمة تقف معهما على مسافة بعيدة من الفندق، والحمد لله أن العناية الالهية انقذت طفلتي والخادمة من الحريق. وتشير إلى أنها وللآن لم تستطع معرفة مصير جوازات السفر، ولا المبالغ المالية التي كانت متروكة بالغرفة، ولا مصير الملابس، مشيرة الى انه تم إسكانهم في فندق جي دبليو ماريوت، وجاءت اليوم لاستخراج شهادة بدل فاقد للجوازات حتى تتمكن من العودة لبلدها، ولكن ستبقى المشكلة مع الخادمة التي لا بد من استخراج جواز لها من سفارتها، وعمل تأشيرة دخول جديدة لقطر، وأكدت أنه رغم ما حدث إلا أن حكومة دبي وقفت مع الجميع و لم تقصر مع أي أحد من نزلاء الفندق المحترق، كما تم صرف مبالغ مالية لها ولغيرها لحين فتح الطابق الذي كانت تقطنه لمعرفة مصير وثائقهم وممتلكاتهم، لافتة إلى أن عاملا بالمطعم قد أعاد لهم هاتف زوجها في اليوم التالي من الحادث. وأضافت: كلما اتذكر طفلي والنيران والدخان حولهما أشعر بخوف شديد، مؤكدة أنها كانت لحظات صعبة وعصيبة على الجميع، لكنها تلاشت مع الاحتواء السريع من كافة الجهات المعنية من شرطة وإسعاف، ورجال الفنادق، وحتى الأشخاص العاديين. تعامل راق وقال أحمد عزت (مصري) لقد تم نقلي وإسكاني في فندق اتلانتس حيث كان هناك تعامل راق جداً من كافة المسؤولين تجاه نزلاء الفندق، لافتاً الى أنه كان يقطن الطابق ال41 منذ يوم 23 ديسمبر، وأنه وقت حدوث الحريق كان في دبي مول يتجول مع أسرته، وفوجئ باتصال من صديقه يطلب منه عدم العودة للفندق لأن الفندق قد اندلعت فيه النيران ويحترق، وعلى الفور خرج ليشاهد النيران تندلع في الفندق الذي يقطنه مع أسرته، مشيراً إلى أنه وبعد وصوله للفندق حاول الدخول لجلب جوازات السفر الخاصة به وبأسرته إلا أنه منع من ذلك للحفاظ عليه، وأضاف: لقد اتيت إلى هنا للحصول على شهادة لاستخراج بدل فاقد لجوزات السفر، لافتاً إلى أنه وحتى الآن لم يعرف شيئاً عن مصير ملابسهم، وأمتعتهم وأموالهم والتي كانت متروكة بداخل الفندق. وعبر عن شكره وامتنانه لحكومة دبي التي سارعت بتسكينهم، ومنحهم مبالغ مالية لتصريف حياتهم، على الرغم من أن الإقامة الجديدة شاملة لكافة المتطلبات، مؤكداً أنه لم يواجه أي معوقات، ولله الحمد وان الحادث لن يؤثر في عودته وزيارته لدبي مرة أخرى. علاج نفسي أما أحد البريطانيين ويدعى اوسا والقاطن في الطابق السابع عشر من الفندق يؤكد أنه فقد كل أغراضه وان هناك اهتماما كبيرا من حكومة دبي بالنزلاء حيث وفرت لهم السكن وبعض المبالغ المالية، إلا أنه وأسرته المكونة من أربعة أفراد يشعرون ببعض التعب النفسي لذلك سيتم إحالته اليوم إلى أطباء متخصصين، حيث تم إبلاغه بذلك من قبل المسؤولين خاصة وأن لديه أطفالا سيتم فحصهم طبياً ومنحهم العلاج النفسي المطلوب، أضافة إلى انه تم منحه شهادة بدل فقدان للجوازات لتقديمها لسفارة بلده، ويؤكد أن هناك حسن رعاية واستقبال في كل مكان يتوجه إليه في دبي وهو ما يعكس التعامل الراقي للمسؤولين في الدوائر المختلفة. وتقول سلينا بريطانية التي كانت تتواجد في الطابق الثامن عشر في الجهة المقابلة لبرج خليفة إنها كانت نائمة وقت حدوث الحريق، وإنها فوجئت بطرق شديد على باب الغرفة، ولما استيقظت وجدت أن هناك أكثر من 20 اتصالاً من إدارة الفندق لإيقاظها وبمجرد علمها بالحريق جرت تاركة هاتفها وكل متعلقاتها، وعندما توجهت لسفارة بلدها طلبوا صورة من جواز سفرها وزوجها الذي كان برفقتها، وشهادة فقدان من مركز الشرطة، مشيرة إلى أنها نقلت للاسكان في فندق اتلانتس حيث وجدت الرعاية الكافيه هناك، مقدمة شكرها وتقديرها للمسؤولين في حكومة دبي ولمعاملتهم الراقية تجاه نزلاء الفندق المحترق. ألسنة النيران وقالت سوريش هندية - زوجة رجل أعمال - إنها تعيش في الفندق منذ أكثر من عام ونصف العام، وذلك بالطابق 37، وأشارت إلى أنها كانت خارج الفندق مع زوجها وقت الحريق إلا أنها كانت تترك جميع أغراضها وجوازات السفر والبطاقات الائتمانية داخل الفندق، وأضافت: أثناء عودتنا مشياً على الأقدام من المطعم الذي كنا نتواجد فيه، شاهدنا ألسنة النيران تغطي بعض الطوابق في الفندق، وقالت لم يكن معي من الأمتعة وغيرها عدا هاتفي النقال، وعندما حاولت الدخول للفندق لأكثر من مرة، وبعد إخماد الحريق منعنا من ذلك، وننتظر حالياً السماح لنا بدخول الشقة التي نقطنها. وأضافت: لم تكن تتوقع ما حدث ولكنه القدر، وتتمنى أن نعود لشقتنا سريعاً للاطمئنان على مجوهراتي، وكافة المتعلقات، متوجهة بالشكر إلى كافة العاملين في حكومة دبي لرعايتهم الفائقة لكافة النزلاء واستخراج المستندات المطلوبة للسفارات بالسرعة المطلوبة، توطئة لاستخراج جوازات السفر.