هل يمكن أن تحدث المفاجأة وتصبح «امرأة « الأمين العام التاسع للأمم المتحدة، خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة لمدة خمس سنوات مع نهاية العام 2016؟ منذ نشأة المنظمة الدولية عام 1945، لم تتول سيدة هذا المنصب الأممي، ولعل هذا الأمر هو ماشجع عددا من النساء يدعمن قضايا المرأة لمحاولة كسر هذه الهيمنة الذكورية عند اختيار الخليفة الجديد، الذي انطلقت عملية البحث عنه خلف الكواليس. وتستهدف الحملة النسائية، سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الصين، فرنسا، روسيا، بريطانيا والولايات المتحدة، فإذا ما اتفق هؤلاء على اسم كان هو الأمين العام المقبل للمنظمة الدولية. لكن بعد ثمانية أمناء من الذكور، بدأ البعض يتساءل: هل تتولى امرأة منصب الأمين العام للمرة الأولى؟.. بيد أن اللافت في عملية الاختيار هذه المرة، تمثل في الرسالة المشتركة التي بعث بها رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الدنماركي موجينس ليكيتوفت، والسفيرة الأمريكية سامنتا باور للدول الأعضاء البالغ عددهم 193، إذ إنها المرة الأولى التي يطلب فيها من الدول الأعضاء تقديم مرشحين للمنصب في أقرب وقت ممكن، ليس هذا فحسب، بل إنه سيتم الإعلان عن الأسماء التي قد تجرى معهم مقابلات لتولي المنصب. وفي حال اعتماد مبدأ المداورة الجغرافية في الاختيار، فإنه بعد الكوري الجنوبي بان كي مون والغاني كوفي عنان، تبدو فرص أوروبا الشرقية أكبر في تولي المنصب، وإن كانت روسيا عبرت عن رغبتها في أن يكون لها نصيب. ومن المقرر أن يبدأ مجلس الأمن «بالإعلان عن خياره قبل نهاية يوليو» وسوف يبلغ ذلك إلى الجمعية العامة في أقرب وقت، كي يكون أمام الأمين العام المنتخب «الوقت الكافي لإعداد نفسه» لتولي منصبه الجديد. وأشارت الرسالة إلى أن النساء مدعوات «وعلى غرار الرجال» لتقديم ترشيحهن. وتبرز على لائحة المرشحات للمنصب العالمي: البلغارية إيرينا بوكوفا مديرة منظمة اليونيسكو في باريس، ميشيل باشليه رئيسة تشيلي، البلغارية الأخرى كريستينا جوجنسغا نائبة المفوضية الأوروبية، هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة مديرة برنامج التنمية للأمم المتحدة، كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي، وهيلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا. يذكر أن هذا المنصب الرفيع لم يشغله إلا الرجال منذ عهد الأمين العام الأول تريغفي لي، السويدي داغ هامرشولد، البورمي يو ثانت، النمساوي كورت فالدهايم، وابن البيرو خافير بيريز دي كويلار، والمصري بطرس بطرس غالي، والغاني كوفي أنان، والكوري الجنوبي بان كي مون.