×
محافظة المنطقة الشرقية

السعودية تقطع علاقاتها مع إيران.. وتطرد سفيرها من الرياض

صورة الخبر

تضطلع الأجهزة الأمنية كأحد أجهزة السلطة التنفيذية في كافة نظم الحكم المختلفة بوظيفة حفظ السلم والأمن الداخلي بمفهومه الواسع وحماية مقدرات ومكتسبات المواطنين والعمل على توفير البيئة الأمنية الملائمة لإشباع احتياجاتهم في كافة مجالات وأنشطة الحياة. وتعتمد طبيعة العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية على عدة اعتبارات يتعلق بعضها بالمواطن ذاته ويتعلق البعض الآخر بتصرفات العاملين بالأجهزة الأمنية ومدى مهاراتهم الحرفية وقدراتهم على تلبية حاجات المواطن من الخدمات الأمنية والشعور بالأمان والطمأنينة على أرواحهم وممتلكاتهم حتى في عدم وجود حالات تعد خرقا للقوانين وهو ما يعرف بالتواجد الأمني. لذلك سنتناول هذا المبحث من خلال مطلبين يتناول الأول الاعتبارات الخاصة بالمواطن ذاته، ويناقش الأخير أهمية التعاون فيما بين المواطن والأجهزة الأمنية وانعكاساتها. تعتبر علاقة المواطن بالأجهزة الأمنية علاقة منطقية وضرورية لا يمكن تجنبها، وتتسم الاعتبارات المؤثرة في علاقة المواطن بالأجهزة الأمنية المتعلقة بالمواطن، وتعتمد هذه العلاقة على ما يكونه المواطن في وجدانه من صورة ذهنية، وقد تعددت الكتابات والآراء لتعريف مفهوم الصورة الذهنية، وتعرف الصورة الذهنية بأنها مجموعة الأفكار والمعتقدات والمشاعر التي تتكون في عقول ووجدان الجماهير تجاه قضية أو منظمة أو فكرة أو شخص، وتتكون هذه الصورة مما يستقيه الفرد من أجهزة إعلامية وما اكتسبه من معلومات وخبرات ويلاحظ أنه كلما تحسنت الصورة الذهنية لدى المواطن عن الأجهزة الأمنية كلما تحسنت العلاقة بينه وبينها، ومن ثم تجد العلاقة المذكورة انعكاساتها في التعاون المثمر بين المواطن والأجهزة الأمنية نحو استقرار الحالة الأمنية بشقيها السياسي والجنائي. ويأتي تعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية بعدة نتائج ايجابية أهمها زيادة فاعلية جاهزية واستعداد الأجهزة الأمنية للحفاظ على النظام العام ولمواجهة أي إخلال بالأمن أو أية أحداث طارئة، ويتأتى ذلك من خلال إقدام المواطن على تقديم البلاغات والمعلومات ذات الصلة والتي تفيد الأجهزة الأمنية في القيام بوظائفها وتسريع النتائج المنشودة، كما يؤدى تعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية إلى رفع الروح المعنوية لأفراد الأجهزة الأمنية ومن ثم بذلهم لمزيد من الجهود في مجال عملهم واستقرار الحالة الأمنية، ومن جهة أخرى فإن الأداء الفعال والاحترافية المهنية لأفراد الأجهزة الأمنية يزيد من ثقة المواطن في هذه الأجهزة ومن ثم تحسين الصورة الذهنية وقوة العلاقة بينهما. رفع كفاءة الأجهزة الأمنية وانعكاساتها على العلاقة بالمواطن تسعى الأجهزة الأمنية في دول العالم إلى الارتقاء بجودة منتجها والذي يتمثل في الخدمات الأمنية وتوفير الشعور للمواطنين بالأمن والطمأنينة على أرواحهم وممتلكاتهم وإحساسهم بقدرة تلك الأجهزة على حمايتهم في مختلف الظروف أو في حالة وقوع أية حوادث، كما يتحقق الأمن بدرء المشاكل ومنع أسبابها، وفى سبيل ذلك تقوم الأجهزة الأمنية بتطوير ذاتها وأدائها لمواجهة أي إخلال بالأمن من خلال ثلاثة محاور يتضمن أولها الحرص على انتقاء أفضل العناصر البشرية علما وكفاءة، ومن ثم تدريبها وتنمية قدراتها وثقل مهاراتها بما يحقق لها الكفاءة المطلوبة لمواجهة أي خروج عن القانون ومنع أية تهديدات للأمن والتي اتخذت صورا وأنماطا غير تقليدية، مما يتطلب توفير الأدوات والمهمات والتقنيات الحديثة.. خاتمة إن العلاقات الإنسانية شديدة التعقيد والتشابك، وبالغة الدقة، وتتنازعها اعتبارات عدة وربما متعارضة كالعادات والتقاليد والدينية والعقائدية، وتتجاذبها مصالح متناقضة كالحقوق والواجبات. ويمكن تصنيف أفراد المجتمع في ما يتعلق بالمواطنة إلى ثلاث فئات أولها من يعظم مفهوم المواطنة وتكون هي غاية حياته ومماته، والفئة الثانية هي من يجحف في حق وطنه بسبب الأنانية وحب الذات أو حتى بسبب الجهل بحقوق وواجبات المواطنة، والفئة الأخيرة وهي وسطية بين الأولى والثانية وهو من يؤدي ما عليه من واجبات مقابل ما يحصل عليه من حقوق. ويفرض العصر الحالي التعامل مع تحديات ذات طبيعة مختلفة عن التحديات التقليدية فيما يتعلق بحقوق وواجبات المواطنة، وما يفرضه الواقع العملي لما تواجهه الأجهزة الأمنية من تحديات ومحاولات المساس بالأمن القومي. وان كان لابد من توفير البيئة الصالحة لترسيخ ثقافة المواطنة وتنمية وتعظيم الشعور بالانتماء الوجداني للوطن فلابد من إقرار واجبات المواطنة تجاه الوطن خاصة ما يتعلق بحماية الأمن القومي من أجل حفظ النظام العام والسلم الاجتماعي وتماسك النسيج المجتمعي العلاقة بين المواطنة والأمن علاقة تبادلية وتفاعلية. وبناء على ما سبق تتضح أهمية العلاقة بين المواطنة والأمن، وان كانت المواطنة ما هي إلا شعور الفرد بالانتماء للوطن فالمواطن هو وعاء المواطنة وهو من يطالب بحقوقها ويلتزم بواجباتها التي تعد أهم تلك الواجبات حماية الأمن القومي بكافة عناصره ومقوماته سواء الداخلية أو الخارجية، لذلك تعتبر العلاقة بين المواطنة والأمن علاقة تبادلية وتفاعلية فمتى ارتقت هذه العلاقة كلما كان مردودها ايجابيا على كل من المواطنة والأمن القومي التوصيات إيجاد قنوات اتصال ذات فاعلية وكفاءة عالية بين المواطنين والأجهزة الأمنية مما يؤدى إلى انسياب المعلومات بين طرفي العلاقة في سهولة ويسر وسرعة مما يزيد من كفاءة الأجهزة الأمنية ويصحح أية صورة ذهنية سلبية، وتوظيف شغف المواطنين بالتواجد المستمر بمواقع التواصل الاجتماعي لجعلها وسيلة تواصل مؤثرة بينهم وبين الأجهزة الأمنية من أجل تحفيز الشعور والإحساس بالانتماء للوطن، بالاضافة الى تعزيز قيم التسامح والمساواة مما يؤدى إلى تعميق الشعور بالمواطنة من خلال نشر ثقافة المواطنة عن طريق:- كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة. - منظمات المجتمع المدني. - البرامج التعليمية الدراسية في المدارس والجامعات. * إقرار قوانين صارمة لمعاقبة المحسوبية والواسطة مما يؤدى إلى تلاشي الفوارق النفسية وإذابة الطبقية بين المواطنين وإعلاء قيم المساواة بين الجميع. * ترسيخ مبادئ الثقة والاحترام المتبادل بين المواطنين والأجهزة الأمنية، وإشاعة روح المودة والألفة بينهم على قاعدة الانتماء إلى وطن واحد يعمل الجميع من أجل رفعته وأمنه. (c) 2016 Microsoft Terms Privacy cookies Developers English (United States) المصدر: د. محمد حمدي السعيد: