منذ تدخلها في اليمن، لم تكتف قوات التحالف العربي بالدور العسكري فقط، رغم أهميته، بل أخذت على عاتقها مهمة المشاركة في إعادة إعمار المدن والمحافظات التي تم تدميرها خلال فترة الاحتلال الحوثي، وإعادة بناء البنية التحتية التي تضررت بشدة من القتال، وذلك حتى يتمكن اليمنيون من العودة مرة أخرى إلى العمل والإنتاج، عقب القضاء على ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح. ورغم أهمية الدور القتالي الذي تقوم به قوات التحالف العربي، وإسهامها في فرض الأمن والاستقرار، عقب هروب المتمردين، وتركيزها على تدريب مقاتلي المقاومة الشعبية، حتى يتمكنوا من تسلم العمل في الأجهزة الأمنية مستقبلا، وقيامها بفتح معسكرات تدريبية لهذا الغرض، وإسهامها كذلك في رفع كفاءة عناصر الجيش الموالي للشرعية، عبر دورات تدريبية متطورة، أقامتها واستقدمت لها خبرات عسكرية ذات كفاءات عالية ومتقدمة، إلا أن قوات التحالف واصلت القيام بدور آخر، يتمثل في تأهيل المرافق الحكومية، وإعادة تأهيل الطرق والجسور، إلى غير ذلك من المهام غير القتالية. تطوير البنية التحتية حظي مطار عدن باهتمام كبير من دول التحالف، كونه البوابة الخارجية الرئيسة لمحافظات الجنوب كافة، ولأجل تحقيق هذا الهدف، تم استجلاب معدات متطورة وأجهزة حديثة، مما أسهم في رفع كفاءة المطار، وزيادة قدرته الاستيعابية بما يفوق ما كان عليه في السابق. وتمت الاستعانة بطيارين ذوي خبرات عالية من دول التحالف، لتعليم رصفائهم اليمنيين أحدث ما وصل إليه العلم في هذا الاتجاه. وكذلك تدريب كل الموظفين الجويين على أساليب الملاحة الجوية الحديثة. وفي مجال إعادة التيار الكهربائي، وتشغيل شبكات المياه، قامت عدد من دول التحالف العربي بإحضار مولدات كهربائية حديثة، لتعويض المحطات القديمة التي استهدفتها ميليشيات الحوثيين والمخلوع، ودمرتها أثناء فترات القتال. وبات سكان عدن ينعمون بانتظام التيار الكهربائي، مما انعكس بدوره في انتظام عدد من الخدمات الأخرى التي تعتمد بصورة رئيسية على الكهرباء، مثل المياه والاتصالات والمستشفيات. ركزت قيادة التحالف على ترميم وتحسين شبكات المياه الداخلية في المدن المحررة كافة، بعد أن دمرها الحوثيون الذين كانوا يستخدمون المياه سلاحا لمحاصرة المدن، حيث تعمدوا تدمير الشبكات والخزانات الرئيسة، وتحسنت خدمات الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت، بعد أن بُذلت جهود كبيرة في هذا الاتجاه. دعم القطاع الصحي أولت قوات التحالف العربي اهتماما متعاظما لقطاع الخدمات الصحية، حيث تعرضت المستشفيات إلى اعتداءات متكررة من الميليشيات الانقلابية، وبعد تحرير محافظة عدن من فلول الانقلابيين، كان القطاع الصحي على وشك الانهيار التام، فبادرت السلطة الجديدة إلى ترميم المستشفيات وتهيئتها وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لها لرفع قدراتها الاستيعابية. لاسيما مع تزايد المرضى والمصابين، بسبب الاعتداءات الحوثية على المدنيين. ولم تكتف دول التحالف بذلك، بل أسهمت في علاج جرحى ومصابي المقاومة الشعبية عبر تحويلهم إلى الكثير من مستشفيات المملكة، وإرسال مئات آخرين إلى بعض الدول مثل السودان والأردن. وتبقى قضية استتباب الأمن، والقضاء على المجاميع الحوثية والتابعة للمخلوع صالح التي تثير الشغب وأعمال العنف، ضرورية لانتفاع اليمنيين بتلك الجهود المضنية، وحتى تتمكن دول التحالف من تقديم المزيد.