×
محافظة المنطقة الشرقية

كلية ضباء للبنات تواصل نشاطها المجتمعي

صورة الخبر

دفعت ربة منزل حياتها ثمناً لشهامتها رغم صغر سنها، فقد وافقت على الزواج من رجل أعمال عجوز، نظراً لظروف أسرتها المادية الصعبة، واعتادت مساعدة جميع أقاربها المحتاجين بإقراضهم قروضاً حسنة للخروج من أزماتهم المالية. طلب منها ابن عمها مبلغ 2000 جنيه ووعد بردها بعد شهر واحد ليتمم زواج شقيقته فأسرعت ببيع أسورتين ذهبيتين من دون علم زوجها وأعطت ابن عمها المبلغ المطلوب لكنه ماطل في الرد فأمهلته شهوراً عدة حتى حضر من بلدته وتوجه إليها في شقتها ومعه نصف المبلغ، لكنها أصرت على تقاضي المبلغ بالكامل حتى لا يعلم زوجها وربما يتسبب ذلك في طلاقها. حدثت بينهما مشادة كلامية فقتلها واستولى على مصوغاتها الذهبية وهرب. عاد رجل الأعمال إلى مسكنه في ساعة متأخرة من الليل وكله شوق لزوجته فقد كان في رحلة عمل إلى إحدى المدن الساحلية البعيدة ودامت الرحلة ثلاثة أيام وفي الوقت نفسه كان يشعر بالقلق فقد حاول أن يتصل بزوجته كعادته ليحضر لها معه ما قد تكون تحتاج إليه لكنها لم ترد عليه سواء على هاتف المنزل أم على الهاتف المحمول الخاص بها. طرق باب الشقة التي يقيم فيها مع زوجته فلم تجبه، فاعتقد أنها مستغرقة في النوم وأخرج المفتاح ودخل بهدوء واتجه إلى غرفة النوم وقبل أن يصل إليها عثر على زوجته ملقاة في صالة الشقة فأسرع نحوها منادياً لكنه اكتشف أنها تسبح في بركة من الدماء،فصرخ يناديها بصوت يملأه الفزع لكنها كانت جثة هامدة، واكتشف أن محتويات الشقة مبعثرة وكان المشهد يؤكد من الوهلة الأولى أن لصاً اقتحم الشقة وقتل شريكة حياته. تلقت الشرطة بلاغاً من جمال محمدين (62 سنة رجل أعمال) باكتشافه مقتل زوجته نرمين محمود حسن (27 سنة ربة منزل) داخل شقتهما في العقار المملوك له.انتقل رجال المباحث على الفور وتم العثور على جثة المجني عليها مسجاة على ظهرها وترتدي ملابسها ولا توجد في جسدها إصابات ظاهرة سوى تجمعات دموية حول الرقبة وتبين من خلال الفحص والمعاينة أنه لا توجد آثار عنف أو كسر أو بعثرة في محتويات الشقة التي تقع في الطابق الثاني بالعقار المكون من خمسة طوابق والخالي من السكان عدا المبلغ وزوجته وجميع منافذ الشقة سليمة، ما يرجح أن القاتل معروف للمجني عليها لأنها فتحت له الباب واستضافته قبل مقتلها، خاصة وأنها لا تستقبل غرباء في غياب زوجها كما تبينت سرقة مجوهرات القتيلة وهي 5 أساور ذهبية وعقد ذهبي ومبلغ ثلاثة آلاف جنيه كانت في خزانة حجرة النوم، وأكد التقرير المبدئي لتشريح الجثة وجود كسر في الجمجمة من الناحية اليمنى للرأس مع وجود تجمعات دموية قي الرقبة وعظام الفكين وسحجات بالرقبة، ويرجح أن تكون الوفاة نتيجة نزيف داخلي بسبب تلقيها ضربات على الرأس. أسفرت تحريات المباحث عن أن المجني عليها تزوجت منذ خمس سنوات من العجوز الثري جمال الذي كان عمره وقت الزواج يتعدى الخامسة والخمسين وما دفعه للزواج أنه بعد وفاة زوجته أم أولاده وزواج أبنائهما شعر بالوحدة وبأنه في حاجة إلى زوجة تقوم على راحته وتراعي كبر سنه وتسانده في أمراض الشيخوخة التي بدأت تعتريه بعد وفاة زوجته فوقع اختياره على نرمين لما تتمتع به من طيبة وصبر وقدرة على العطاء والأهم أنها رغم فقرها ترضى بأقل القليل وتزوجها رغماً عن أنف ابنه الوحيد الذي كان رافضاً أن يأتي والده بزوجة تحل محل والدته في المنزل وتشاركه هو وشقيقاته في الميراث. تركت نرمين قريتها وأقامت مع زوجها في شقته الفاخرة وتفانت في خدمته فكانت عند حسن ظنه، وكلما مر الوقت على زواجهما ازداد تعلقاً بها واحتراماً لها، لذلك لم يبخل عليها بشيء بل كان يقدم إليها الهدايا ويعطيها من المال بسخاء خاصة عندما علم بأنها تساعد بعض المحتاجين من أهل قريتها بإقراضهم مبالغ مالية لفك عثراتهم، كما أنها لم تنجب منه أطفالاً وأيضاً لم تكل ولم تشتك بسبب عدم الإنجاب بل رضيت بنصيبها عن طيب خاطر، وأضافت التحريات أن نرمين باعت أسورتين ذهبيتين بمبلغ 2000 جنيه وأعطت المبلغ لابن عمها أمير عوضين (سائق)على سبيل القرض ليتمم زواج شقيقته ويوم الحادث توجه إليها لرد نصف المبلغ فقط وطلب تأجيل الباقي فثارت في وجهه وأخبرته بأن زوجها سألها عن الأساور فلم تخبره ببيعها ولو علم بالأمر فسيؤدي ذلك إلى خراب بيتها فانفعل عليها واعتدى عليها بالضرب حتى سقطت على الأرض وأمسك برأسها وضربه بالأرض مرات عدة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وسرق مصوغاتها وفر هارباً. ألقي القبض على المتهم وبمواجهته بما تجمع من معلومات وما أسفرت عنه التحريات اعترف تفصيلياً بارتكاب الجريمة وأكد ندمه عليها وأرشد إلى المسروقات التي كان يخفيها في حظيرة المواشي الملحقة بالمنزل المملوك لوالد زوجته. اصطحب رجال المباحث المتهم وسط إجراءات أمنية مشددة إلى مسرح الحادث، حيث أجرى معاينة تصويرية لجريمته البشعة، وأفاد القاتل في اعترافاته أمام النيابة بأنه نادم على قتل ابنة عمه ولعن الفقر الذي حوله إلى قاتل في لحظة فقد كانت المجني عليها كريمة معه ومع غيره من قريتهما إلى أقصى درجة، واعترف بأنه قبل الحادث توجه إليها طالباً مبلغ 2000 جنيه فدهشت وأكدت أنها لا تمتلك المبلغ فكل ما تطوله يدها لا يتعدى بضع مئات أما الآلاف فهذا أمر صعب عليها، لكنها عندما علمت بسبب حاجته للمبلغ وأن زواج شقيقته مهدد بالفشل لو لم يتمكن من الوفاء بالالتزامات المقررة عليه لم تفكر وعلى الفور باعت أسورتين بمبلغ 2000 جنيه وقدمت له المبلغ بعد أن تعهد أمامها بأنه سيرده إليها في غضون شهر واحد، لكن زواج شقيقته قضى على ما معه بل جعله يمر بضائقة مالية فلم يستطع الوفاء بالدين وأمام إلحاح القتيلة ومطاردتها له هاتفياً حصل على قرض بألفي جنيه من بنك التنمية الزراعي سدد منه 1000 جنيه لأحد الدائنين الذي كان قد حرر له إيصال أمانة ويهدده بدخول السجن ثم توجه يوم الحادث إلى شقة المجني عليها في العاشرة صباحاً، حيث أعدت له طعام الإفطار وطالبته بالمبلغ فسلمها 1000 جنيه لكنها نهرته وأخبرته بأن زوجها لن يسكت عندما يعلم ببيعها الأسورتين وأعربت عن أسفها لأنها وثقت فيه وهو ليس أهلاً للثقة كما أنها لو فعلت معه مثل الغريب وجعلته يوقع لها على إيصال أمانة لكان قد التزم ورد إليها المبلغ في الموعد المحدد. احتدم النقاش ونشبت بينهما مشادة كلامية فقام على أثرها بضربها على رأسها بقبضة يده فسقطت على الأرض فحاولت الاستغاثة لكنه عاجلها بكتم أنفاسها وخنقها ومن دون أن يدري قام بدفعها بيده على الأرض فارتطمت رأسها بالبلاط ووجد الدماء تتناثر في الشقة وعندما حاولت النهوض أطبق على رقبتها وقام بخنقها وضرب رأسها بالأرض عدة مرات حتى لفظت أنفاسها الأخيرة ثم جردها من مصوغاتها وبعدها قام بغسل الأطباق وتخلص من بقايا الطعام حتى لا يصل إليه أحد، واعتقد أن التهمة ستحوم حول ابن زوجها نظراً لوجود خلافات بينهما، حيث كان يعلم بكل كبيرة وصغيرة عن حياتها الزوجية وطبيعة علاقاتها مع أسرة زوجها من خلال تردده عليها ثم سافر إلى قريته وأخفى المسروقات. أحيل المتهم إلى النيابة وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة،وسط إجراءات أمنية مشددة تم اقتياد المتهم إلى مسرح الجريمة،حيث أعاد اعترافاته ومثل الجريمة بالصوت والصورة.قررت النيابة إحالته إلى محكمة الجنايات وطالبت بإعدامه وعاقبته المحكمة بالسجن المؤبد.