×
محافظة مكة المكرمة

( تعليم الليث ) يكرم الفائزين في تصفيات مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز(يرحمه الله) لحفظ الحديث الشريف

صورة الخبر

حذر نائب الأمين العام لمؤتمر الحور الوطني ياسر الرعيني، من أن اليمن يقف على حافة الانهيار، مؤكدا أن مخرجات الحوار تعد الطريق الآمن للعبور إلى المستقبل، وتوقع في حوار لـ«عكاظ»، فشل مشروع الانقلاب الحوثي الذي يدفع البلاد نحو الاقتتال. واعتبر أن حوار الأحزاب الذي يرعاه المبعوث الدولي جمال بنعمر نوع من العبث، مطالبا بإعادة الأمور إلى ما قبل استيلاء الحوثيين على صنعاء. • كيف تقرأون مستقبل اليمن ومصير مخرجات الحوار بعد الانقلاب الحوثي ضد السلطة الشرعية؟ •• مستقبل اليمن مهما واجه من تحديات ومصاعب ومهما كانت الطريق كؤود فإننا نثق في إرادة الشعب اليمني بالانتصار لمشروع بناء الوطن وإقامة الدولة المدنية الحديثة، إلا أن ما يجري من أحداث هي بكل تأكيد تسببت في تأخير الوصول إلى أمل الشعب وطموحه في بناء الدولة المدنية لكن الشعب قطعا لن يسمح بأن تقطع الطريق إلى استكمال تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وبناء الدولة المدنية. وما حدث مؤخرا من انقلاب على السلطة ومرجعياتها، أعاق تقدم العملية السياسية، في محاولة من تلك القوى لإجهاض عملية التغيير وبناء اليمن الجديد، ومع كل ما حدث لا نزال نؤمل في أن نتجاوز كل تلك الأحداث وتعود الأمور إلى مسارها الصحيح. • ألا ترى أن تحالف الحوثيين مع علي صالح يستهدف ثورتكم ويجهض جهودكم في تنفيذ مخرجات الحوار؟ •• 11 فبراير ثورة شعب، ومهما كانت المؤامرات التي تحاك ضدها أو تستهدف عرقلة تحقيق أهدافها، فإنها ستبوء بالفشل، لأنها ستكون في مواجهة الشعب، فإرادة الشعب لا تقهر، ومخرجات الحوار الوطني أصبحت وثيقة وطنية مجمع عليها لا يمكن بأي شكل من الأشكال تجاوزها، وإن حاول البعض بقوة السلاح تعطيلها إلا أنها ستظل الطريق الآمن للعبور إلى المستقبل، وكل ما حدث من تجاوز وخروج على عملية التغيير غير مقبول من الشعب، والقوة التي يراد من خلالها مصادرة إرادة الشعب وإسكاته لن تدوم، لأن التاريخ علمنا أن العنف يقتل صاحبه، ومشاريع العنف تموت سريعا. • ما هي خطتكم المرحلية وموقفكم من الأحزاب التي لبت دعوة العودة للحوار رغم تأكيد الحوثيين على عدم سحب الإعلان الدستوري؟ •• الثورة الشبابية الشعبية لديها أهداف واضحة ومعلنة، وماضون جميعا في استكمال تحقيق الأهداف كاملة، ولكل مرحلة أدواتها ووسائلها، وأعتقد أن الحراك الشعبي الذي يقوده طلاب الجامعات اليوم بعث في الناس الأمل لإزاحة هذا التخلف الذي يراد له القضاء على عملية التغيير، ورفض الصمت على الفساد أو الظلم أو استبدال السلطة بالميليشيات ومحاولة اجترار الماضي السحيق. صحيح أن ما يشهده الوطن من أحداث قد يبدو في أفقه أنه موت لحلم الشباب وطموحهم لكن ذلك محال. وفيما يخص عودة الأحزاب للحوار فهذا عبث ما لم يتم إعادة الأمور إلى ما كانت عليه والبدء بحوار جاد يناقش الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الفراغ ويعالجها، كما أن الشعب ليس غبيا وهو يراقب عن كثب ما يجري. • لكن هناك من يرى أن الأحزاب أجهضت تطلعات الشعب اليمني.. ما تعليقكم؟ •• اليمن الدولة الوحيدة من بلدان ما سمي بالربيع العربي التي اختارت مسارين الفعل الثوري والعمل السياسي، واستجابة لدعوة الأشقاء في الخليج وعلى رأسهم المملكة، جاءت المبادرة الخليجية حلا لتحقيق التغيير بأقل كلفة وضمان الانتقال السلمي للسلطة دون انزلاق الوضع نحو الحرب والاقتتال.. إلا أن البعض سعى إلى إعاقة تنفيذها وكلما نجح استحقاق من استحقاقات المبادرة زادت حدة العداء لعملية التغيير، وكان من أهم أسباب ضعف المرحلة التسابق على المناصب وإفراغ السلطة والقوى السياسية للعملية السياسية من محتواها ما أتاح لأعداء التغيير الانقضاض على العملية السياسية والحيلولة دون استمرارها وبالتالي الإطاحة بمشروع الدولة ومخرجات الحوار وعرقلة استكمال بناء الدولة المدنية. • وما هي علاقة ما جرى بالدستور الجديد؟ •• لقد اتخذوا من قضية الأقاليم مبررا لاستكمال إجهاض سلطات الدولة والانقلاب عليها، وكل القضايا كما تعودنا لا يمكن حلها إلا بالحوار وليس بالقوة ومصادرة إرادة الناس، لأن العنف يخلق ردود أفعال يتضرر منها الوطن، خاصة في ظل تردي الاقتصاد وانهياره، ومن المحال أن يخرج طرف من الأطراف منتصرا لأن الخسارة ستعم الجميع، وهذا ما يشهده الوطن اليوم للأسف في ظل تهور قوى الانقلاب وانعدام الرؤية والمشروع لديهم. • كيف تنظرون إلى الموقف الخليجي؟ •• دول الخليج بذلت جهودا كبيرة لإنجاح العملية السياسية من خلال المبادرة الخليجية وآليتها، كما قدمت دعما ومساندة للعملية السياسية.. ثم جاء موقفها القوي الرافض للانقلاب، وربما الدور المعول الآن على الخليج أكثر من الأوقات السابقة كون اليمن على حافة الانهيار.. وربما تكون عواقب انهياره وخيمة ليس على اليمن فحسب بل والمنطقة، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود ودعم اليمن لتجاوز أزمته واستكمال العملية السياسية.