×
محافظة مكة المكرمة

الشاحنات.. معاناة مستمرة في شرايين العروس

صورة الخبر

سندرلاند (المملكة المتحدة): «الشرق الأوسط» مطار حربي قديم في سندرلاند، اشتهر خلال الحرب العالمية الثانية بأنه كان قاعدة للطيارين البولنديين الذين انضموا آنذاك إلى سلاح الجو البريطاني، حولته شركة «نيسان» اليابانية إلى أكبر مصنع للسيارات في المملكة المتحدة من حيث حجم إنتاجه السنوي، وأحد أكفأ المصانع الأوروبية حيث لم يشهد إنتاجه أي توقف قسري أو أي إضراب عمالي. أنشأت «نيسان» هذا المصنع القريب من مدينة نيوكاسل في شمال شرقي البلاد سنة 1984، ودخل مرحلة الإنتاج التجاري سنة 1986. وفي عام 1988 أضيف إليه مصنع للمحركات. مساحة المصنع تبلغ 3.23 كيلومتر مربع ويعمل فيه اليوم نحو 6500 موظف. وهذا العدد مرشح للارتفاع إلى 6900 عامل العام المقبل بعد البدء في إنتاج طراز جديد من سيارة «إنفينيتي». ويضم المصنع مركزا لتدريب العمال على المهن التي سيتولونها. ومتوسط مدة التدريب هو ثلاثة أسابيع. حاليا ينتج المصنع 510000 سيارة في السنة تطرح 20 في المائة منها في السوق المحلية وتصدر الـ80 في المائة المتبقية إلى مختلف أسواق العالم خصوصا دول الاتحاد الأوروبي. غير أن اختيار هذه المنطقة بالذات من المملكة المتحدة موقعا لمصنع «نيسان» البريطاني لم يخل من حسابات اقتصادية ولوجيستية حددها نائب رئيس عمليات الإنتاج، كيفن فيتزباتريك، بتوافر تسهيلات الشحن برا لقرب المصنع من طريقين دوليين هما «إي 1» و«إي 19»، وتسهيلات التصدير بحرا عبر ميناء ناين آند وير، إضافة إلى الموقع القريب لمطار نيوكاسل الدولي. وأوضح فيتزباتريك أن السلطات البريطانية شجعت شركة «نيسان» على بناء مصنعها في هذا الموقع لأن المنطقة كانت تشكو في الثمانينات، من تراجع الأنشطة الصناعية فيها نتيجة إغلاق العديد من أحواض بناء السفن في ميناء ناين آند وير. وأوضح فيتزباتريك أن الطرازات التي ينتجها المصنع اليوم هي - حسب حجم الإنتاج - «قشقاي»، بمعدل 150 ألف وحدة سنويا، و«جوك»، بمعدل 300 ألف وحدة سنويا، و«نوت» إضافة إلى سيارة «ليف» الكهربائية بالكامل التي دخلت مرحلة الإنتاج العام الحالي. وكانت شركة «نيسان» قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أنها ستستثمر 405 ملايين دولار إضافية لبناء مصنع في سندرلاند للنسحة الجديدة من سيارتها الفاخرة «إنفينيتي» على أن يبدأ الإنتاج في عام 2015. ويقول فيتزباتريك إن «إنفينيتي» الجديدة ستكون مختلفة تماما عن سابقتها، من دون أن يوضح أبعاد هذا الاختلاف. ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد نحو 60 ألف وحدة سنويا، مما يجعل سندرلاند أكبر مصنع لصناعة السيارات في بريطانيا وأحد أكثر المصانع إنتاجا في أوروبا. شركة «نيسان» دعت «الشرق الأوسط» لزيارة كل أقسام مصنع «سندرلاند»، باستثناء مجمع طلاء السيارات وذلك لأسباب وقائية، وتفقد عمليات الإنتاج اليومي فيها. الملاحظة الرئيسة التي تتبادر إلى ذهن زائر المصنع هي ندرة اليد العاملة النسائية وكثرة أعداد الروبوتات (الإنسان الآلي) العاملة بدقة متناهية على خطوط التجميع. ورد نائب رئيس عمليات الإنتاج ذلك إلى انخفاض أسعار الروبوت الآلي (من خمسين ألف جنيه إلى ثلاثين ألفا) وسهولة استبدال القطعة التي تتعطل فيه مما يجعل الاستعانة بالمزيد منها مجديا اقتصاديا، وإلى تقدم تقنية الإنتاج الجماعي. وأوضح أن الاستعانة بالمزيد من «الروبوتات» في عمليات الإنتاج تنعكس إيجابا على المستهلك إذ تترجم خفضا في كلفة الإنتاج وبالتالي في سعر السيارة. وأشاد فيتزباتريك بالتعاون القائم بين شركتي «نيسان» و«رينو» اللتين ترتبطان بتحالف تجاري، وذكر أن مصنع سندرلاند يستعين بمحركات ديزل من إنتاج «رينو» وبعلب تبديل السرعات العائدة لهذه المحركات وعدد من قطع الغيار الأخرى. بدأ مصنع سندرلاند في التوسع منذ سنة 2000 حيث كان ينتج طرازات «ألميرا» و«مايكرا» وبريميرا». وفي عام 2006 شهد إطلاق طرازي «قشقاي» و«نوت» فيما حل طراز «جوك» محل طراز «مايكرا» في عام 2010. وبعد توقف إنتاج طراز برايميرا والتركيز على إنتاج «قشقاي» الذي لاقى إقبالا كبيرا، صدّر مصنع سندرلاند أول طرازات منها إلى السوق اليابانية. عمليات الإنتاج تستوجب الاستعانة بمكابس ضخمة للصفائح المعدنية طاقة أحدها تصل إلى خمسين ألف طن. والإحصائية الجديرة بالذكر في هذا السياق أن الفترة التي يستغرقها تحويل الصفائح المعدنية إلى سيارة عاملة هي 28 ساعة فقط.