الرباط: فؤاد الفلوس شهدت قاعة «النادرة» بوزارة الشبيبة والرياضة، مساء أول من أمس بالرباط، افتتاح المعرض الجماعي مع تنشيط فوتوغرافي حول تقديم الشاي، ضمن فعاليات الدورة الفوتوغرافية الثالثة للتراث اللامادي، التي تنظمها جمعية «محترف الفن الفوتوغرافي» ضمن أنشطتها الثقافية والفنية السنوية تحت عنوان «الشاي.. عادات وتقاليد»، بمشاركة عدد من الفوتوغرافيين المغاربة والأجانب عبر أعمالهم الفوتوغرافية الفنية والوثائقية. حول إنتاج وتصريف وطهي الشاي مع إبراز طقوس وعادات تناوله، إلى جانب الأدوات والوسائل المرتبطة بإعداده وتقديمه، وكذلك المتعلقة بإنتاجه وتركيبه وتصريفه. وأوضح المنظمون أن الجمعية توصلت بأكثر من 120 صورة حول موضوع الشاي من داخل المغرب وخارجه، وجرى عرض 40 صورة لكل من الفوتوغرافيين المشاركين في هذه الدورة، من المغرب والسعودية والعراق وبلغاريا والكاميرون والهند وفرنسا. وقال محمد مرشدي، رئيس جمعية محترف الفن الفوتوغرافي، إن الشاي أو «أتاي» باللهجة المغربية، أو «تشاي» و«أتايا» و«تي» و«تيا» بألسن متعددة، يعد رمزا تراثيا وعادة يومية في ثقافة كثير من الشعوب، مضيفا أن شربه والإقبال على تناوله يشكل لحظة هامة وضرورية لدى الملايين من شعوب العالم أيا كانت أجناسهم وجنسياتهم، ومهما اختلفت معتقداتهم وتوجهاتهم، ومهما تباينت أعمارهم وتفرق مستوى عيشهم، مشيرا إلى أن الشاي يعد عنصرا فاعلا في توحيدهم حول شربه وتقاسمه مع الآخرين. وقد نظمت يوم أمس مائدة مستديرة حول الشاي وعرض شرائط وثائقية حول الشاي بالعالم؛ زراعته وتركيبته وتصريفه وطهيه وتقديمه، وستشهد المدينة العتيقة في يوم السبت المقبل 28 ديسمبر (كانون الأول) 2013، حفلا ختاميا للدورة الفوتوغرافية الثالثة للتراث اللامادي حول عادات وتقاليد الشاي، ويتخلل برنامج الحفل معرض جماعي وموسيقى وشعر وتشكيل ونحت وزجل وحكايات. ومن جهته، يحكي أحد الفوتوغرافيين الفرنسيين المشارك في الدورة ويقوم حاليا بجولة في الهند، أن بعض القبائل في الهند لا يتخذون قرارا حول شأن هام إلا بعد تناول الشاي. ويعد الشاي باختلاف مصادره وأنواعه ليس مجرد سائل ساخن، حلو أو مر، صالح للشرب فقط بل هو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لملايين الناس من العالم أجمع، وقد أثبت أنه المشروب الأكثر استهلاكا بعد الهواء والماء، حاضرا في كل استقبال وضيافة ولقاءات مختلفة ثقافية واجتماعية، وسياسية أيضا، كما يفرض وجوده في كل «لمة» وجمع بين أطراف العائلة والأصدقاء، الشيء الذي يجعله في مراتب متقدمة من تراث وثقافة كثير من شعوب العالم. كما أن طقوس وعادات الشاي لا تنحصر في تناوله أو شربه لدى الشعب المغربي، من شمال المغرب إلى جنوبه، بل يتميز بطرقه المختلفة في طهيه، بالإضافة إلى رونق وأناقة الأدوات والأواني المستعملة والضرورية لتحضيره، والتي سارت بذكرها الركبان مند زمان. يذكر أن الدورة الفوتوغرافية الثالثة للتراث اللامادي، عرفت تنظيم المعرض الجماعي وموائد مستديرة وعروضا وثائقية حول الشاي بالعالم إلى جانب جولات وورش فوتوغرافية وتنشيط فني وثقافي حول عالم الشاي بكل من مدينة العرائش وورزازات وسلا والرباط.