×
محافظة المنطقة الشرقية

«المصارعة والجودو» 2015.. إنجازات بالجملة

صورة الخبر

لا يتردد حمزة كيلدة -وهو مواطن أميركي من أصل مغربي- في تأكيد حرصه على الانخراط في السياسة الأميركية عبر المشاركة في كافة الانتخابات المحلية أو الرئاسية في البلاد. ويستغرب حمزة -وهو أستاذ الرياضيات فيمدينة ميامي بولاية فلوريدا- في حديث للجزيرة نت لامبالاة العديد من مسلمي أميركا بالعمل السياسي والاجتماعي في البلاد، وعدم استفادتهم من آليات التأثير على القرار السياسي الأميركي حاضرا ومستقبلا. ولا يخفي حمزة -وهو أب لطفلين ولدا في أميركا- أن غرضه من هذه المشاركة -إضافة إلى ممارسة حقوقه المدنية- منح أبنائه أفقا للانخراط الإيجابي بوصفهم مواطنين مسلمين في المجتمع الأميركي، مشيرا إلىأن تشتت مسلمي أميركا يضيع عليهم فرصة تكوين لوبي مؤثر في الحياة السياسية الأميركية على غرار الأميركيين من أصل كوبي رغم أنهم أقل عددا منهم. وقد أثارت مواقف وتصريحات المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسيات دونالد ترامب المعادية بشكل غير مسبوق لمسلمي أميركا، حالة توجس دفعت مجلس المنظمات الإسلامية الأميركية مؤخرا إلى إطلاق حملة لجمع مليون صوت ناخب مسلم جديد في انتخابات الرئاسة للعام 2016. حمزة كليدة: مشاركة مسلمي أميركا في العمل السياسي ستفتح آفاقا أفضل لأبنائهم(الجزيرة) ويبلغ عدد المسلمين في أميركا نحو ثمانية ملايين شخص، يتركز أغلبهم في ولايات كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي وميتشغن وفلوريدا وإنديانا وتكساس، ويشارك عدد كبير منهم في التصويت في الانتخابات. معركة سياسية ولا يخفي الأمين العام للمجلس أسامة جمال أن "المعركة سياسية بامتياز"، وأن مسلمي أميركا يرفضون أن يصبحوا في ظل هذا الوضع مجرد كباش فداء لمرشحين سياسيين يستخدمونهم كأصوات لضمان نجاحهم، كرد فعل على تخوفاتهم من مواقف معادية لمرشحين آخرين. واعتبر جمال في تصريح للجزيرة أن المبادرة التي تشكل "ردا إيجابيا على تصاعد خطاب الإسلاموفوبيا" تسعى إلى قلب المعادلة بجعل كافة المرشحين يسعون لنيل أصوات المسلمين لتحقيق نجاحهم مقابل تقديمهم التزامات، مبرزا أن هذه المبادرة تستهدف -إلى جانب المسلمين- أصوات ناخبين من منظمات صديقة أخرى مسيحية ويهودية، وأخرى مدنية ونقابات وجمعيات أقليات. ويرى عدد من المتتبعين أن أهمية أصوات الناخبين المسلمين تكمن في ثقلهم السكاني في بعض الولايات التي توصف بالولايات الفاصلة أو الحاسمة في نتيجة الانتخابات. منظمةكير وبهدف إنجاح مبادرة "المليون صوت"، كشف المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) نهاد عوض أنه سيتم وضع آليات، من ضمنها فتح المراكز الإسلامية في مختلف المناطق الأميركية لتصبح مراكز تسجيل للانتخابات، وتدريب عدد كبير من المسلمين حول كيفية إجراء تسجيل للانتخابات باعتبارها إجراءات قانونية. نهاد عوض: مبادرة "المليون صوت" تعتمد على عدة آليات لضمان نجاحها (الجزيرة) وأضاف عوض في تصريح للجزيرة أن من الآليات أيضا التحالف مع أقليات أخرى خصوصا الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية، وكذا جميع الفئات المستهدفة من خطابات الكراهية من قبل بعض السياسيين في الحزب الجمهوري. وتروم هذه المبادرة -يضيف عوض- عدم التفريط في صوت ناخبي مسلمي أميركا عبر توعيتهم وتوفير وسائل لوجستية لمساعدتهم على التسجيل والانتخاب، وذلك بجعل مراكز ومدارس إسلامية مراكز للتصويت يوم الانتخابات، وكذا تشجيع المسلمين رجالا ونساء على التطوع للقيام بمهمة مراقبين انتخابيين، حتى يتعلموا ويفرضوا أنفسهم مستقبلا كجزء من العملية السياسية لصناعة القرار في أميركا. شبكة متطوعين ولاحظت الجزيرة نت في أحد مراكز التسجيل أثناء الأنشطة الموازية لمؤتمر المنظمات الإسلامية الأميركية في شيكاغو، أن المبادرة تعتمد على شبكة من المتطوعين، أغلبهم من الشباب الأميركي المسلم، وتؤطرهم قيادات في المنظمات والجمعيات الإسلامية الأميركية، ويتولون خلق تواصل مع الزوار من كافة الفئات بهدف تحقيق استجابة واسعة لعملية التسجيل. وترى المتطوعة الشابة مريم ليورا أن عملية التواصل مفيدة للغاية، باعتبارها ستخلق تضامنا ووحدة بين منظمات ومسلمي أميركا ليكون لديهم تأثير فعال داخل المجتمع، مشيرة إلى أن هناك إقبالا مهما على التسجيل في قوائم الناخبين الجدد. ويشدد الشاب الأميركي المسلم بسام أرناؤوط على أن من شأن مبادرة "المليون صوت" أن تربط المسلمين الأميركيين بالسياسة، باعتبار ذلك جزءا من حقوقهم، خصوصا بعد التصريحات المعادية لهم، مؤكدا أن هناك حماسا كبيرا لهذه العملية لدى الناخبين المسجلين.