×
محافظة المدينة المنورة

عام / فخامة الرئيس التركي يغادر المدينة المنورة

صورة الخبر

يستحق 2015 وصف العام الأكثر ثراء في الاكتشافات الفضائية الكبرى والأهم منذ سنوات، ليس فقط لزيادة عددها عن المكتشفات بالأعوام السابقة، ولكن لأهميتها ونوعيتها، فبعضها قدم إضاءات، أو إجابات عن أسئلة قديمة احتار العلماء لسنوات في محاولة فك رموزها، بينما طرحت أغلبها عشرات الأسئلة التي انضمت إلى المئات الأخرى التي تقف عصية على التفسير والتحليل شاهدة على عظمة وقدرة الخالق عز وجل. كان الفضاء أكثر سخاء العام الماضي بما كشفه للأرض من أسراره المتنوعة ما بين مجرات عملاقة نادرة على حافة الموت، إلى بقع كلف على سطح نجم عملاق أحمر، وحتى رصد ابن عم الأرض الأكبر سناً والأضخم حجماً، لينشغل علماء الفيزياء الفلكية لسنوات قادمة بدراسة حصيلة 2015 والتي كانت مهمة حصر اكتشافاتها أصعب مما تعودنا عليه كل عام. لذا فضلنا هنا تقديم الاكتشافات الأكثر أهمية والتي تعد محطات مهمة على طريق معرفة الكون الشاسع. وهنا نقسم أهم هذه الاكتشافات إلى 3 أقسام: الأول يخص المجرات والثقوب السود والنجوم باعتبارها المواد الأكثر تعقيداً وغموضاً في محاولات الإنسان الدؤوبة للتعرف إلى سر الفضاء الواسع الذي نسبح به، والثاني يختص بالأجرام ذات العلاقة بالأرض، بينما يتناول القسم الثالث أهم الاكتشافات على أسطح الكواكب الأخرى ودلالتها وعلاقتها بأحلام البشر الباحثة عن ملاذ آخر يعيشون عليه. دلائل نشأة الكون بدأ العام بجدل علمي واسع أثارته دراسة نشرت في مجلة رسائل الفيزياء للباحثين أحمد فرج علي من مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر، وسوريا داس من جامعة ليثبريدج الكندية. الدراسة أشارت إلى أن الكون ليس له بداية أو نهاية ولم يبدأ من الانفجار العظيم BIG BANG وهو الاعتقاد العلمي الراسخ الذي يؤمن به علماء الفلك الذين يرون أن الكون نشأ قبل 13.7 مليار عام من خلال انفجار كوني هائل، ويدعمون صحة اعتقادهم بالتدليل على توسع الكون وتمدده أي ابتعاد المجرات وفرارها عن بعضها بعضاً. اعتمد الباحثان في دراستهما على مسارات بوهمان، ومعادلات طورتها عالمة الفيزياء الهندية آمال كومار رايشندهورى 1950 وتوصلا إلى نماذج رياضية أكدت أن الضربة الكبرى لم تحدث، كما أشارا إلى أن الكون يبقى ثابتاً من دون الحاجة إلى افتراض وجود الطاقة المظلمة. وحتى اليوم لا تزال الدراسة تثير اهتمام كثير من العلماء بمعاهد دراسة الفضاء حول العالم. ولأن بدايات الكون شغف دائم لدى العلماء كان الاحتفاء كبيراً برصد مجرة لامعة كشفت عن أول نجوم ولدت في الكون وصفها علماء المرصد الجنوبي الأوروبي بأنها مثل الجسر الذي يربطنا بالماضي البعيد للكون، إذ كانت البيئة تفتقد العناصر الثقيلة التي تحيط بنا في الفضاء كما هي الحال اليوم. وبحسب ديفيد سوبرال، رئيس فريق العلماء، يبلغ عمر المجرة حوالى 800 مليون عام من عمر الكون المقدر ب 13.7 مليار عام. واحتل رصد ألمع كوازار في الكون الأهمية نفسها، إلا أنه أثار حيرة العلماء الذين سيعكفون على محاولة تفسير تكون كوازار مدعوم بثقب أسود ضخم بعد 900 مليون عام فقط من الانفجار العظيم وهو موعد مبكر جداً من عمر الكون. وقدر الفريق المكتشف من علماء الفلك بجامعة بكين بالتعاون مع نظرائهم من جامعة أزيرونا كتلة الكوازار، وهي أقوى مصدر للطاقة والأشعة خارج مجرة درب التبانة، بحوالي 12 مليار مرة ضعف كتلة الشمس وألمع منها بحوالي 420 تريليون مرة، وتبعد عن الأرض بحوالي 12.8 مليار سنة ضوئية. وبعد أشهر من رصد الفلكيين في مرصد ميتر ويف الراديوى العملاق في الهند لمجرة عملاقة نادرة تبعد عن الأرض 9 مليارات سنة ضوئية على حافة الموت، نجح فريق علمي بريطاني من مركز دراسة الفلك بجامعة كامبريدج في تقديم تفسير للغز غموض انقضاء المجرات الذي دام عقوداً طويلة بلا أي إيضاحات. وأشار الفريق البريطاني في دراسة مطولة نشرتها مجلة نيتشر في مايو/آيار الماضي إلى أن ظاهرة موت المجرات تعود إلى خنق النجوم الوليدة الناجمة بسبب توليد الغاز البارد، أو عملية إزالة مفاجئة للغاز الموجود بها عن طريق سحبه بواسطة جاذبية مجرة قريبة. وأجرى الباحثون تحليلاً لحوالي 26000 مجرة قريبة، وبناء على نماذج حاسوبية تأكدت عملية خنق المجرات التي تستغرق بالمتوسط 4 مليارات عام، وهي نتيجة متوافقة في فارق العمر بين عملية ولادة النجوم وموت المجرات. وينتظر عالم الفلك الانتهاء من التليسكوب العملاق جيمس ويب حتى يتمكنوا من إجراء دراسات أفضل في المستقبل تدعم نظريتهم. أما أضخم اكتشافات العام بعالم المجرات فحققه فريق من علماء جامعة ستونى بروك والمرصد الوطني الياباني منتصف العام عندما نجحوا باستخدام تلسكوب سوبارو من رصد 854 مجرة مظلمة جداً في العنقود المجرى الذؤابة. وأشار العلماء إلى أن هذه المجرات تتكون من نجوم قديمة وكبيرة بالسن لذا أصبحت مظلمة جداً لفقدانها كمية كبيرة من الغاز المطلوب لولادة النجوم فيها مثل الهيدروجين والهليوم بعد ولادة المجرة بمليارات السنوات. ويعد هذا الكشف خطوة مهمة في محاولة فهم سر المادة المظلمة التي يسبح فيها الكون، ومدى تفاعلها مع النجوم والمجرات. ومع منتصف العام، تمكن فريق علمي من معهد ليبنز للفيزياء الفلكية من استخدام تقنية جديدة رصدت للمرة الأولى بقع نجمية ( كلف) على نجم عملاق أحمر في كوكبة المثلث القريبة من برج الحمل الذي يبعد عن الأرض 520 سنة ضوئية. ووفقاً لحسابات رياضية معقدة يمكن لعلماء الفلك معرفة خصائص هذه البقع مثل الحجم والحركة والموقع ودرجة الحرارة ومن ثم رسم خريطة كاملة لحركته وتفاعله وذروة نشاطه المغناطيسي ومن ثم معرفة مدى صلاحية هذه النجوم لنشوء حياة على الكواكب التي تدور حولها من خلال طبيعة إشعاع وحرارة النجم وخصائصه الفيزيائية. إجابات مع بداية العام، قدمت بيانات من تليسكوب الفضاء كيبلر إجابة عن أحد أهم الأسئلة التي طالما بحث الجميع عن إجابة لها ومنها: ماهو عدد النجوم التي تشبه الشمس وتدور حولها كواكب سيارة صالحة للحياة مثل الأرض؟ ورصد كيبلر مايزيد على 150 ألف نجم بشكل دائم في مجرتنا درب التبانة وجميعها الأقرب من مجموعتنا الشمسية، منها 4 الآف كوكب مرشحة لأن تكون شبيهة بالأرض. واستعان الفلكيون بمعلومات كيبلر لفرز الكواكب غير الشمسية الصخرية عن الكواكب الشمسية الأخرى فكانت النتيجة 554 كوكباً سياراً غير شمسي مرشحة لأن تكون شبيهة بالأرض، 6 منها لها مدار حول نجومها شبيه بمدار وحجم كوكب الأرض حول الشمس، منها 2 يحتمل وجود ماء سائل على سطحها مثل البحار والمحيطات. وفى محاولة الإنسان الدائمة للبحث عن كواكب شبيهة بالأرض ربما شهدت شكلاً ما من أشكال الحياة، رصد كيبلر كوكباً غير شمسي أطلق عليه كيبلر 452 بي واعتبره العلماء ابن عم الأرض لاعتدال حرارته لدورانه في منطقة حول نجمه تجعله مناسباً للحياة، وتزداد احتمالية توفر الماء عليه. ويزيد قطر الكوكب الجديد على قطر الأرض بحوالي 60%، ولم يتمكن العلماء من التعرف إلى كتلته وتركيبه. ويدور حول نجمه في 385 يوماً أي أطول من السنة الأرضية ب5% فقط. ويبلغ العمر التقديري للكوكب 6 مليارات عام، أي إنه أقدم من الأرض بحوالي 1.5 مليار عام، ودرجة حرارته قريبة من حرارة الأرض لكنه أكثر منها لمعاناً. وقبل نهاية العام، نجحت فرق علمية من جامعات هاواي، وكاليفورنيا، وولاية تينيسى، باستخدام المراصد الفلكية الأرضية الحديثة من اكتشاف نظام كوكبي صغير هو الأقرب لنا في المجرة حيث يبعد النجم الأول عن الشمس 25 سنة ضوئية فقط. وتدور حول النجم في هذا النظام 3 كواكب سيارة جميعها أقرب للنجم من مسافة كوكب عطارد عن الشمس، وتكمل دورانها حول النجم في 5 و15 و24 يوماً على التوالي. ويشير الاكتشاف الحديث إلى أنه يمكن تواجد الكواكب السيارة حول النجوم القريبة من المجموعة الشمسية في المجرة وبالتالي يمكن رصدها خلال السنوات القادمة. والشهر الماضي، أعلن الفلكي سكوت شيبارد من معهد كارينجى للعلوم في اجتماع قسم علوم الكواكب السيارة بالجمعية الملكية الفلكية اكتشاف كوكب قزم يعتقد أنه الأبعد في المجموعة الشمسية إذ يبعد 9.5 مليار ميل عن الشمس، أي إنه أبعد ب3 مرات عن المسافة بين الشمس وبلوتو آخر الكواكب المعروفة في مجموعتنا الشمسية. ويساعد اكتشاف الكوكب الجديد على فهم أفضل لطبيعة الأجرام السماوية التي تقع في حزام كويبر وهى الأجرام شديدة البرودة وخافتة ونادرة. فضول طوال العام حصد الكوكب القزم سيريس اهتمام علماء الفلك بعدما بدأ المجس الأمريكي دون التابع لوكالة ناسا في إرسال مزيد من الصور عن الجرم السماوي القزم. وكانت الصور الأهم هي تلك البقع المضيئة التي يعتقد العلماء أن أصلها مناطق بركانية، وبعد اقتراب المجس من أقرب نقطة له من الكوكب (مسافة 29 ألف ميل) رصدت كاميراته لغزاً آخر وهو جبل كبير الحجم نسبة إلى حجم الكوكب الذي يعد، رغم صغر حجمه، أضخم جرم سماوي في حزام الكويكبات الموجودة بين مداري كوكبي المريخ والمشتري، ويرتفع عن سطح الكوكب بحوالي 4 أميال. ويأمل العلماء في التعرف إلى سطح الكوكب بشكل أفضل عندما يقترب المجس مطلع العام المقبل إلى أقرب نقطة من سيريس على ارتفاع 230 ميلاً فقط ما يساعد على التقاط صور أكثر وضوحاً للحفر والفوهات الظاهرة على سطحه. وحظي زحل باهتمام خاص من علماء الفلك عام 2015، خاصة بعد رصد مركبة الفضاءكاسيني سحابة جليدية ضخمة تقع بالقرب من منطقة القطب الجنوبي لقمر تيتان، أضخم الأقمار التي تدور حول الكوكب. وظهرت السحابة على شكل علامة مرقطة، وهي أحد أنواع السحب التي تعرف بالدوامة القطبية الجنوبية. وتعني هذه الظاهرة أن الشتاء في النصف الجنوبي للقمر أبرد من التوقعات السابقة. ويعود اهتمام العلماء بالقمر تيتان إلى أنه الجرم السماوي الوحيد في المجموعة الشمسية بعد الأرض الذي توجد على سطحه سوائل مثل البحار والمحيطات، لكنها هناك مكونة من الإيثان والميثان بدلاً من الماء. لذا يعتقد أنه المكان الأفضل في المجموعة الشمسية لنشوء الحياة على سطحه، لكنها بالتأكيد ستكون مختلفة عن شكل الحياة على الأرض. الكائنات الفضائية لغز كل الأعوام لا يتوقف التساؤل على مر الأزمان إن كنا وحدنا من يعيش في هذا الكون، وفي حال إذا لم نكن وحدنا، كيف يمكننا معرفة الآخرين في الفضاء البعيد؟ وما السبيل للتواصل معهم؟ ولشحذ الهمم للإجابة على هذه التساؤلات عرض الملياردير الروسي يوري مايلنر 100 مليون دولار لحل هذا اللغز، وشكل مبادرة الاختراق المعرفي واختار علماءها بنفسه من بينهم البروفيسور ستيفن كينغ صاحب الرأي الشهير في هذا الكون اللانهائي يجب أن يكون هناك حوادث في الحياة، في مكان ما هناك مخلوقات ذكية تراقب الأنوار على الأرض. والداعمون لهذه المبادرة الممتدة 10 سنوات قالوا إنها أكبر مبادرة علمية هدفت لرصد حياة ذكية في الكون. وفي كل عام تشغل مدونة UFO SIGHTINGS DAILY العالم بما تعرضه من صور وفيديوهات ملتقطة من الفضاء مروجة لكونها شكلاً ما من الحياة الخارجية. وكانت أكثر التدوينات التي أثارت جدلاً واسعاً بين أعضاء وزوار المدونة واسعة الانتشار والبالغ عددهم الملايين تلك التي كتبتها صاحبتها سكوت وارينغ معلقة على صور التقطتها الكاميرات الخارجية المثبتة على سطح محطة الفضاء الدولية. قالت نعم، إنهم موجودون، لديهم خط طويل يمتد للوسط، وقبة على رأسها، ولكن شكلها مستطيل من أسفل. وارتفعت حمى التكهنات بوجود حياة ذكية في الفضاء الخارجي بعد نشر تفاصيل حلقة نقاش علمي استضافتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا واتفق خلالها أغلب المشاركين على أن البشر سيكون لديهم دليل قاطع في غضون ال 20 أو 30 عاماً القادمة على وجود آخرين حولنا، لأن لديهم التكنولوجيا اللازمة لذلك، خاصة مع تحديد نطاق البحث في عدد من الكواكب الأكثر مناسبة لاستضافة حياة خارج الأرض. ودفع اكتشاف عالم الفضاء جيسن رايت من جامعة ولاية مين لجسيمات غريبة أطلق عليها هياكل فضائية حملت الاسم KIC 8462852 تدور فوق درب التبانة تماماً بين مجموعة سيغنوس وليرا إلى زيادة التكهنات حول اقتراب الإمساك بشكل ما للحياة الخارجية. ونشر عالم البيولوجيا الفلكية كريس مكاي دراسته الفريدة عن أكثر الكواكب والأقمار المرشحة لاستضافة حياة خارجية، وفيها أشار إلى أنه ليس شرطاً وجود شكل الحياة الأرضية نفسها على الكواكب، بل الأرجح أنها ستكون ابنة البيئة التي تعيش بها، وربما تكون أكثر تعقيداً من حياة البشر.