كان طلال مداح «رحمه الله» المتغير المستقل.. الذي تتمحور حوله المتغيرات التابعة. لكل فنان سعودي لطلال مداح ومضات مهمة وبصمات كانت منعطفاً وأثراً رائعاً في مسيرته، بل كان أوسع وأشمل من هذا كُله. فقد ترك بصماته «التنويرية» في مفاصل الفن الموسيقي السعودي حيث لامس بإبداعه كل جزيء في الموروث الفني، وأنجز في تطويره ونقله لواجهة الطرب العربي. الراحل طلال مداح تنقل في مروج حياة الأقاليم والشعراء والناس وصاغ منه مزيجاً من الرؤى الفنية النادرة، وأي فنان أو ناقد قد يسوقنا للحوار حول طلال كفنان.. هو في حقيقة الأمر يجرنا نحو بؤرة صغيرة يُريد فيها من حيث لايدرك أن يجرد طلال مداح من أستاذيته وتجليه، لكن مع هذا وذاك فإن طلال مداح ليس مجرد فنان متميز فقط.!، لكنه مسيرة خالدة ومرحلة مستقلة سابقة لزمنها وتتصف بالديمومة. طلال مداح «رحمه الله» كان رائدا حقيقيا لا يليق أن تناقش بعض الجزئيات من إبداعه بمعزل عن الصورة الكاملة التي تغيب عن السطحيين من العامة ومُتسلقي الشهرة. طلال مداح «رحمه الله» مارس الفن كما يليق بظاهرة.. كما يليق بأستاذ.. كما يليق بتاريخ عملاق صنعه.