×
محافظة المنطقة الشرقية

"الأمن" الإذاعي يناقش جهود وزارة الداخلية خلال العام 2015

صورة الخبر

قيام الشباب باستعراضات خطرة عبر وسائل المواصلات مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يختلف اثنان حول أن ممارسة الهواية شيء يحترم إذا تم ضمن ضوابط وقواعد متفقاً عليها، فكثير من المنافسات الرياضية تصل إلى درجة الخطر، لكنها تكون منظمة، وخطورتها تنحصر في ممارسيها الذين تتوفر لهم في الوقت نفسه أعلى درجات الأمن والأمان، حتى تكون النتائج مقبولة ومنعدمة الخطورة إذا أمكن الأمر. أما أن يتولى بعض الشباب تنظيم ممارستهم لهواياتهم، من دون التمكن من توفير الحد الأدنى المطلوب لتوفير شروط السلامة العامة من خلال المكان والزمان المناسبين، فهو سلوك سلبي خطر وغير محمود العواقب ومرفوض، لسببين رئيسيين: الأول: أنهم يكونون عرضة مباشرة للنتائج المدمرة المحتمل أن تنتج عن ممارسة هذه السلوكيات، وبالتالي فإنهم أكثر من يقعون في مرمى دائرة الخطر، ولا أحد يحميهم، وفي كل الأحوال فإن أي خسارة تصيبهم تخصم مباشرة من رصيد الوطن الذي يعتز بأنهم رصيده الأول وثروته التي لا تنضب كما يمكن أن تنضب غيرها بعد عمر طويل. الثاني: أن أفعالهم وممارساتهم السلبية وهواياتهم الطائشة قد تصيب الآخرين في مقتل، ومن الجائز أن تلحق بهم أضرار غير محسوبة العواقب، من دون ذنب ارتكبوه إلا أنهم كانوا يمرون صدفة بالقرب من المكان، أو أن الهواية تمارس بجانب مواقع يتواجدون فيها للعمل أو الدراسة أو التجارة، الله اعلم، فيتحولون بين لحظة وأخرى إلى ضحايا لم يذنبوا ليتلقوا هذا العقاب القاسي. الواقعة التي كشف عنها العقيد سيف مهير المزروعي مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، لشباب يستعرضون بسيارة عبر حركات بهلوانية خطرة رغم ما بها من صورة قاتمة لشباب لا يجدون غير الخطر ليتسلوا به، وتنفرج أساريرهم من خلاله، ويستفاد من طاقاتهم في غير الموضع الخلاق، لكن الطريقة التي تعامل بها ولي أمر الشاب قائد المركبة، عندما استدعت إدارة المرور الشاب كانت نموذجية بكل المقاييس. والد الشاب حضر إلى الإدارة، وسلم السيارة المستعرض بها ليتم حجزها كما ينص القانون، معرباً عن أسفه لقيام ابنه بهذا الفعل الذي يتنافى والمظهر الحضاري لدولة الإمارات، ويخالف الأنظمة والقوانين المعمول بها. ما سبق كان موقف ولي الأمر، وهو وطني ونموذجي ونعتز به، فلم يدار على أخطاء ابنه وصحبته، ولم يجد لهم تبريراً أو يبحث عن وسيلة لإرضاء المسؤولين سوى بنفاذ القانون على ابنه وأي مخطئ في حق بلده ومخالف لقوانينه، التي تضع حماية الإنسان ورفاهيته وسعادته في قمة أولوياتها، وأهدافها واستراتيجياتها وخططها التكتيكية التي تخدمها. ولي الأمر الوطني يقدم درساً في التربية، فسلوك الولد المخالف يجب أن يعاقب عليه ولا تتم مداراته، أو بذل الجهود للالتفاف على القانون، وعدم حجز السيارة، أو إنزال عقوبة على الشاب إن رأت الجهات المختصة ذلك، وإعلانه أسفه للسلوك غير الملتزم الذي قام به ولده ورفقاؤه قمة في الأخلاق الإيجابية. ebn-aldeera@alkhaleej.ae