مر نصف الموسم وما زال الفريق يقبع في مؤخرة جدول ترتيب الدوري رغم شهور من الاستعدادات سافر خلالها النادي من بلد إلى آخر ليعد العدة لهذا الموسم بنتائجه الكارثية حتى الآن، صيف قضاه يلعب مع فرق من تأليف الخيال، فرق لم يسمع بها أحد، لا عندنا ولا عندهم هناك في تلك الدول حيث أقيمت المعسكرات. فرق شعارها لا تغلبونا ولا تفضحوا مستوانا، ونتيجة لذاك الإعداد السيئ، كانت محصلة نتائج الفريق طبيعية، هزائم متتالية ومستوى أقل ما يقال عنه أنه مهزوز، بل مخجل. وكالعادة، وكما نرى في كل عام، يقوم ذاك النادي بإقالة مدربه وتغيير لاعبيه الأجانب خلال الموسم، حتى أن بواب النادي لا يسلم من طوفان الإنقاذ الذي غالباً ما يأتي بعد فوات الأوان. } إذا مرت الأزمة على خير، تبقى تلك الإدارات جالسة على مقاعدها لترى نور الموسم الذي يليه، وإن ساءت الأمور، فالنتيجة معروفة، تستقيل وترحل بعد أن تتأكد من غرق ناديها طبعاً، وحظاً أوفر للإدارة التي ستأخذ زمام النادي من بعدها، ومن الأفضل أن تكون إدارة تملك خبرة الغوص لأن الفريق الذي ستستلمه يتنفس تحت الماء. } هكذا هي حال معظم إدارات أنديتنا الموقرة، لا ترحل عن مركزها إلا بعد خراب مالطا، وأكاد أجزم أن هذه هي الحقيقة، وإلا متى آخر مرة سمعتم عن إدارة تركت منصبها المرموق وسط إنجازات جبارة وبطولات متتالية لأنديتها؟ ومتى تنازلت إدارة عن موقعها بعد أن أسست منظومة قوية لناديها ثم قامت بعد كل النجاحات التي حصدتها، بتسليم الدفة لإدارة أخرى؟ طبعاً إلى يومنا هذا، لم تتنح إدارة أي نادٍ تقريباً عن سلطتها على زمام ناديها إلا بعد أن يتمرمط النادي ويهبط إلى الدرجة السفلى، ومعه ديون لا أول لها ولا آخر، وإفلاس على كل الجبهات. } نادراً ما نرى رؤية وخطة استراتيجية لأندية تكون هي الأساس ثم تبقى تلك الخطة والرؤية ليكملها من يستلم زمام ذاك النادي بعد من سبقه،وكل ما نراه،أن كل إدارة تأتي تجلب معها خططها وسياستها، وتضرب بسياسات من سبقها عرض الحائط، وتتبخر تلك السنين ثم نبدأ من الصفر، أليس كذلك؟! أعظم الدول في أي زمان تكون سياساتها ثابتة وواضحة،أياً كان من يقودها ومهما تغير أعضاء قيادتها. أما في بعض أنديتنا، فتكتب بعض الإدارات سطراً وتترك سطراً ليعود من يليها ويكتب سطراً جديداً، وهكذا تبقى تلك الأندية دائماً، قريبة من نقطة الصفر. محمد علي النومان Askmehala@gmail.com