مثلما فتحت الجراح الغائرة .. فتحت حادثة الحريق عشرات الملفات والثغرات في عمق ومحيط مستشفى جازان العام وبرجه الجديد المحترق وقد احترقت معه الملايين من الريالات حيث قضت ألسنة اللهب على طوابق البرج في دقائق معدودة لتثير عشرات الاستفهامات والأسئلة حول الضوابط الهندسية والفنية التي روعيت في إنشاء المبنى، وما يتردد من همسات في بعض الأوساط الجازانية عن استلام المشروع قبل اكتماله .. كما أن الهمسات تحولت جهرا في انتقاد الخدمات الصحية .. وتنامت الهمسات عقب الانتقادات الحادة التي سددتها جمعية حقوق الإنسان إلى خدمات الصحة بصورة شاملة.. تتركز الانتقادات ضد صحة جازان فيما يطلق عليه المراجعون الأخطاء الطبية الفادحة وتواضع مهارات العاملين، وعجزها عن توفير التطعيمات وقبل كل ذلك تعثر الصحة في متابعة المشاريع المتوقفة، كما يقول محمد بشير معافا ويزيد: رغم الميزانيات الكبيرة التي وفرتها الحكومة للقطاعات الصحية إلا أن تقصيرها واضح ولا يحتاج إلى دليل إضافي، يبدو أن هناك خللا في إنفاذ المشروعات ومتابعة دقتها ومواصفاتها، وما حدث للبرج الطبي يثير أكثر من سؤال ويجب ألا يمر الحادث بلا محاسبة وعقاب، إذ تحول المشروع الحلم في دقائق إلى كومة من الرماد والأطلال وأتمنى أن يتتبع التحقيق مراجعة سير العمل في كل المشاريع الصحية بالمنطقة. ومن جانبه، يعتبر محمد مطهري ما حدث للبرج .. شرارة ستكشف أسباب التعثر والقصور والإهمال. مبديا أمله في نشر كل تفاصيل التحقيقات حتى يقف الرأي العام على حقيقة ما جرى. مشيرا إلى أن مشروعا صحيا متعثرا في ضمد منذ أكثر من 11 عاما بدعوى سحب المشروع من المقاول. ولا يخفي خالد الحازمي حزنه على البرج الطبي المحترق وعلى الأرواح البريئة التي دفعت ثمن الإهمال، مطالبا الجهات المعنية بمحاسبة كل مخطئ بلا تردد، فيما يقترح علي الحازمي وأحمد بشير سرعة معالجة تداعيات الحريق واعتبارها نقطة تحول لمعالجة كافة الاختلالات.