أحمد عبد العال-غزة يبدو أن المسنة الفلسطينية المريضة حنان جبور لن تجد "معينا حقيقيا" لها في رحلة علاجها بأحد مستشفيات مدينة القدس المحتلة، لأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اشترطت أن تصطحب مرافقا لا يقل عمره عن 55 عاما للسماح لها بمغادرة قطاع غزة. وستضطر جبور إلى أن تعتمد على جسدها الذي أنهكه مرض السرطان في تلبية احتياجاتها التي تتطلب قوة بدنية، فشقيقتها التي وافقت إسرائيل على مرافقتها، يزيد عمرها عن 55 عاما، وبالكاد تستطيع التحرك بسبب معاناتها من مرض "الروماتيزم". وأصدرت إسرائيل مؤخرا قرارا يقضي بمنع الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين تقل أعمارهم عن (55 عاما) من مرافقة المرضى المسافرين للعلاج في مستشفيات القدس والضفة الغربية. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أعادت السلطات الإسرائيلية مرافقي المرضى الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما، من بوابة معبر بيت حانون (إيرز)، منفذ سكان القطاع إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة، حسب مصادر فلسطينية في سلطة المعابر والحدود. معبربيت حانونيخضع للسيطرة الإسرائيلية (الجزيرة) انتظار ودموع وأمام بوابة معبر "بيت حانون"، كانت الفلسطينية جبور تنتظر دورها للسماح لها وشقيقتها بدخول المعبر الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، ودموعها تغرق عينيها، فهي لا تعلم كيف ستقوى على التنقل والحركةفي رحلة علاجها التي قد تستغرق عدة أسابيع، بعد أن منع الاحتلال زوجها من مرافقتها، كون عمره 50 عاما. وتقول المسنة المريضة للجزيرة نت "أنا بحاجة ماسة لمن يحملني، ويساعدني أثناء الحركةفي رحلة السفر والعلاج في مستشفى المطلع في مدينة القدس، وشقيقتي التي ترافقني مصابة بالروماتيزم في مفاصلها، ولا تقوى على ذلك". وتضيف "اضطرت شقيقتي لمرافقتي في رحلة العلاج، بعد منع سلطات الاحتلال لزوجي من مغادرة القطاع بسبب أن عمره 50 عاما". من جانبها، تعرب شهيرة جبور (55 عاما)، وهي مرافقة المريضة، عن خشيتها من عدم تمكنها من مساعدة شقيقتهاأثناء علاجها، في القدس، اضطررت لمرافقة شقيقتي، بعد منع الاحتلال الإسرائيلي لزوجها، وأتمنى أن أتمكن من مساعدتها رغم حالتي الصحية السيئة". وعبرت جبور عن أملها بأن تجد من يساعدها في حمل وتلبية احتياجات شقيقتها،في طريق السفر من قطاع غزة لمدينة القدس. مواطنون من قطاع غزة أثناء مغادرة معبر بيت حانون(الجزيرة) قهر وإذلال من جهته، قال رئيس المرصدالأورمتوسطي رامي عبده، إن "الاحتلال الإسرائيلي يكرس بإجراءاته التي يمارسها بحق المرضى الفلسطينيين، على معبر بيت حانون سياسة القهر والإذلال التي مارستها قوى الاستعمار الاستيطاني من قبل". وأضاف عبده للجزيرة نت أن "الخطير في الأمر أن إجراءات الاحتلال على المعابر وتحديدا معبر بيت حانون، يقدمها على أنها شواهد على تخفيفه للمعاناة عن سكان القطاع، أي أن الاحتلال نجح وبقبول دولي، في مأسسة القهر والإذلال لمئات الفلسطينيين المرضى، بشكل يبدو ناعما ومقبولا". وأوضح أنه "عندما يقوم الاحتلال وبطريقة مهينة ولا إنسانية، بابتزاز سكان القطاع المارين عبر معبر بيت حانون في حاجاتهم الأساسية من علاج وتنقل ودراسة وأعمال، فهو لا ينتهك فقط حقوقا أساسية أقرها القانون الدولي وإنما يقوم بتحويل المعبر إلى مصيدة وأداة لتقويض أسس المجتمع الفلسطيني بما فيها إلحاق أضرار بالغة بالقطاعات الحيوية للسكان. وتساءل عبده: كيف يمكن لشخص كبير في السن يزيد عمره عن 55 عاما، أن يتمكن من تقديم رعاية طبية لمرضى حالاتهم عادة تكون صعبة ويحتاجون لمتابعة متواصلة؟ ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذه الخطوات "يعكس رغبة بعدم السماح بتلقي الفلسطينيين للرعاية الطبية، فهو ظاهريا يقول إنه يسمح بمرور بعض الحالات المرضية الحرجة، لكن فعليا يتخذ كل إجراء ممكن لأجل عدم تمكين المرضى من تلقي العلاج اللائق في الوقت وبالشكل المناسبين". وأكد أن حرية التنقل والسفر من الحقوق الثابتة في القانون الدولي، وتعد من الحقوق اللصيقة بالإنسان وحريته، ولا يجوز المساس بها إلا في ظروف طارئة وفي أحوال ضيقة ومحددة وفي إطار القانون.