أغلقت اللجنة الحكومية الخماسية، المعنية بمتابعة تدفق مياه "بحيرة الأصفر"، أمس الطريق الرابط بين مدينة العيون وشاطئ العقير الساحلي، وذلك بعد حدوث انهيارات في الطبقات الأسفلتية في أجزاء من "القطعة" المتضررة من تلك المياه، والتي امتدت لمسافة 4 كيلومترات من الطريق، بهدف ضمان سلامة عابري الطريق، وذلك حتى إشعار آخر. جاء ذلك إنفاذاً لأمر محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، بجانب تشكيل غرفة عملية "طوارئ" في مقر هيئة الري والصرف في الأحساء، اعتباراً من عصر أمس، وتضم في عضويتها مندوبين من كل من: الإمارة، وهيئة الري والصرف، والأمانة، والنقل، والدفاع المدني، وهيئة الربط الكهربائي الخليجي، والشركة السعودية للكهرباء وشركة أرامكو السعودية، وذلك برئاسة هيئة الري والصرف، وذلك لدراسة الأوضاع الحالية، وإيجاد الحلول العاجلة لتدفق مياه البحيرة، والعمل على تلافي جميع الأضرار، وتدارك تكرار الحادثة مستقبلاً. وقد تجاوزت أطوال حركة المياه المتدفقة من البحيرة باتجاه صحراء شرق مدينة العيون حتى صباح أمس أكثر من 20 كيلومتر -طبقاً لتأكيد العاملين في متابعة تدفق المياه لـ"الوطن"-. وأشار وكيل محافظ الأحساء خالد البراك، خلال حديثه أمس إلى "الوطن"، أثناء زيارته لموقع تدفق مياه البحيرة على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة العيون وشاطئ العقير الساحلي، برفقة مدير عام هيئة الري والصرف في الأحساء المهندس أحمد الجغيمان، إلى أن زيارته للموقع المتضرر، جاءت بطلب من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وبتكليف ومتابعة من محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، اللذين يتابعان الأمر بصفة مستمرة، وأنه تجري حالياً معالجة "التدفق" والحد من مخاطره، موضحاً أن كميات الأمطار "الغزيرة" التي شهدتها الأحساء أخيراً، لم تشهدها في المواسم الماضية، وأن ما حدث للبحيرة من نزوح لمياهها يعد "جديداً"، إذ لم يسبق أن حدث نزوح لمياه البحيرة، لافتاً إلى أن اللجنة تعمل حالياً على معرفة مصدر تدفق المياه، واصفاًَ كميات المياه المتدفقة من البحيرة بالكبيرة، التي تقدر بملايين المترات المكعبة. وأكد البراك أن منسوب المياه المتدفقة من البحيرة في تراجع مستمر مقارنة بيوم أمس، متوقعاً توقف جريان المياه بالكامل خلال الساعات القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن هذه المنطقة "المتضررة"، هي منطقة سياحة "صحراوية" لهواة ركوب التلال الرملية وهواة التخييم في الصحراء، بيد أنه وجه نصيحة للجميع بالابتعاد عن المواقع المتضررة لسلامتهم، حتى تباشر اللجان أعمالها بيسر وسهولة، مستبعداً وقوع أي حادثة داخل المواقع المتضررة من انقلاب مركبات أو احتجاز داخل هذه الصحراء، وهي تحتفظ بفرق متابعة ميدانية مستمرة للتأكد من خلوها من أي حوادث، مشدداً على عدم تسجيل أي أضرار في الممتلكات، وسلامة جميع أعمدة الضغط الكهربائي، التي اخترقتها المياه المتدفقة. وبدوره، أبان وكيل أمين الأحساء للخدمات المهندس عبدالله العرفج لـ"الوطن" أمس، أن التحقيقات الأولية لظروف تدفق المياه في البحيرة، تشير إلى أن جميع كميات المياه المتدفقة من البحيرة، تتبع لجزء البحيرة "الشتوي"، وتدفق المياه من خلالها بعد ارتفاع منسوب المياه بداخلها، وهذه المياه زائدة عن حجمها الطبيعي، ويتوقع عودتها خلال الأيام المقبلة إلى طبيعتها، فيما لم يتأثر جزء البحيرة "الصيفي"، مضيفاً أن جزء البحيرة "الشتوي" عادة ما يختفي في أيام الصيف ويظهر في أيام الشتاء ومع هطول الأمطار، إذ تصله المياه بعد امتلاء الجزء "الصيفي"، لافتاً إلى أن أعمدة "الضغط" الكهربائي المنتشرة في داخل صحراء بحيرة "الأصفر" أسهمت في رفع منسوب المياه في البحيرة. وذكر أن من بين الحلول الدائمة لمنع تدفق المياه إلى الطرقات الرئيسية، هو رسم خارطة طريق لمجرى مياه البحيرة باتجاه شاطئ العقير. وطبقاً لمشاهدات "الوطن" ليوم أمس في المواقع المتضررة، تواصلت عمليات إنشاء عقوم رملية وترابية بجوار الطريق الرئيسي وفي طرق مجرى "المياه" في الصحراء، تحويل مسار المركبات المتجهة إلى العقير والمواقع المحاذية لها إلى طريق مدينة العيون الزراعي ومن ثم الاتجاه إلى الطريق الدائري الخارجي، ومن خلاله الاتجاه إلى شاطئ العقير.