افتتح الفنان التشكيلي محمد السيهاتي السبت الماضي معرضه العاشر الذي عنونه بـ(هالة) رمزًا منه لاسم زوجته وسط حضور جمع من الفنانين والفنانات التشكيليين المهتمين بهذا الجانب الفني وذلك في معرض تراث الصحراء بالخبر. وأشار في تعريفٍ منه لمسمى معرضه بأن (هالة) يعود معناها في قاموس اللغة للهالة أو الدائرة حول القمر في السماء ويقال أصلها يوناني، موضحًا أن المعنى بالنسبة له يرمز لزوجته العزيزة وتوأم روحه. وضم المعرض الذي يستمر لمدة عشرة أيام 42 لوحة تشكيلية استخدم فيها الفنان خامات معينة تتمثل في استخدام الألوان المائية، والأكرليك، والزيتي. وذكر السيهاتي أن لوحاته الفنية تتبنى رسالة خاصة إذ تتركز في أطروحاتها على الموروث الشعبي، منوهًا إلى تركيزه على تجسيد الهوية كقيمة تشير إلى أبناء هذا الوطن العزيز. وأبدى رئيس لجنة التنمية الأهلية الاجتماعية بالقطيف سابقًا علوي الخباز إعجابه بلوحات الفنان السيهاتي مشيرًا لكونها بمثابة الصور الحقيقية جراء ما حملته من لمساتٍ فنية جميلة جدًا، ذات إضاءةٍ براقة، وتناسقٍ في الألوان. وعبر الخباز عن افتخاره بما يحمله معرض السيهاتي بين طياته لكثير من التراث الحضاري لمحافظة القطيف ولبعض محافظات المملكة التي ما زال -السيهاتي- متمسكًا بها رغم وجود بعض اللوحات التي تتماشى مع الفن الحديث كالتجريد. وقال إن محمد السيهاتي فنان قدير وله العديد من الخبرات الكثيرة المتراكمة منوهًا لما خاضه من تجاربٍ فنيةٍ كثيرة إلى جانب مشاركاته في معارض متعددة أثبت فيها باعه الكبير في الساحة الفنية. وتحدث نائب رئيس جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف التشكيلي محمد المصلي عن الأعمال المائية والأكريليك التي قام بها الفنان السيهاتي الذي وصفه بـ(صاحب الخبرة). وأكد المصلي على تميز عمل التشكيلي السيهاتي في المائيات بحجم اللوحة المناسب على الرغم من اللون الأبيض الذي طغى على معظم الإطارات، مبينًا تمكنه من إبراز مهاراته اللونية الصريحة بشفافيته المعهودة في صورٍ شعبية تحكي يوميات ألعاب الأطفال البريئة، وسرد الحرف القديمة، والعادات الشعبية وبعض المناظر للبيئة القطيفية والبدوية. ولفت في حديثه إلى لوحات الأكريليك والزيتية مشيرًا إلى استخدامه التأثيرات اللونية الأصلية، وضربات الفرشاة المدروسة بأنماطٍ تشكيلية منسقة بما يناسب الزخارف الشعبية على المفارش والبسط، أو النقوش اليدوية القطيفية القديمة. ومن جانبٍ آخر، كان للفنانات التشكيليات حضور كبير مساند في افتتاح المعرض حيث أشادت مشرفة القسم النسائي والطفولة لجماعة الفن التشكيلي الفنانة سعاد وخيك بمعرض الفنان السيهاتي واصفة إياه بـ(الجميل جدًا). وأوضحت احتواءه على عدة أعمالٍ تحاكي الحياة القديمة، والتراث الشعبي المتمثل في عدة جوانب منها (المعيشة، وأعمال النساء والرجال، وألعاب الأطفال، فضلًا عن تقاليد وأعراف المجتمع القديم، والحياة، والبساطة). ونوهت الفنانة التشكيلية عواطف آل صفوان والتي تعد من فنانات القطيف البارزات للبصمة الفنية الخاصة بالفنان السيهاتي، والثيمة المتميزة في أسلوبه الفني الذي يحاول جاهدًا على نفسه إظهارها بصورة متألقة تميزه عن غيره. وذكرت أنه من الفنانين المتميزين، والذي يجعل من فناني المنطقة يفتخرون بالوقوف بجانب لوحاته، مشيرة إلى كونه إنسانًا محترمًا، فنا وأخلاقا. وقالت آل صفوان إن فنه يعد متميزًا بما يحتوي عليه من جوانب تسليط الضوء على التراث، مؤكدة على أهمية ما يقوم به من إرجاعٍ للأصالة والجمال العربي، وإحياءٍ للتراث والبيئة. وأشادت بالدور الكبير الذي يقوم به من تعريف المجتمعات الأخرى بتراث القطيف وعرفها وبيئتها التقليدية والشعبية من خلال إظهار جوانبها المتعددة عبر فنه التشكيلي، موضحة أن تلك الخطوة من خطوات التأكيد على هوية الانتماء للأرض والمجتمع والوطن. الجدير بالذكر أن الفنان السيهاتي يعد أحد فناني المنطقة الشرقية الشباب برز في بداية أعماله بالألوان المائية والرسم بأقلام الرصاص وله عدة معارض سابقة من بينها (نقاء) و(بر.. وبحر.. وحياة الناس). لوحة (غزل السدو) من معرض «هالة» (الخياطة) بريشة السيهاتي