×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / مدير جامعة الدمام : ميزانية الدولة للعام الحالي جاءت متوازنة ومحافظة على معدلات إنفاق جيدة

صورة الخبر

لم يكن ملعب «بريطانيا» معقل فريق ستوك سيتي متعاطفا مع رجال المدرب فان غال المتعثرين وألحقوا بمانشستر يونايتد خسارة جديدة قد تكون سببا في تغييرات كبرى. هناك مقولة صادقة ترى أن آخر مكان ينبغي أن يتواجد به فريق يعاني من تراجع ثقته بنفسه ويبحث عن نقاط يعزز بها موقفه، هو ستوك. والواضح أن هذه القاعدة الذهبية الحاكمة للقاءات الدوري الممتاز ما تزال سارية، رغم تبدل الأسباب تمامًا منذ عودة فريق ستوك سيتي للدوري الممتاز عام 2008. فيما مضى اشتهر النادي بأداء لاعبيه الجاد القوي وقوتهم البدنية الواضحة لدرجة دفعت أرسين فينغر ذات مرة لوصفهم بأنهم فريق رغبي، وليس كرة قدم. إلا أن هذا الوضع تبدل الآن، وتبدل أسلوب لعب ستوك سيتي بحيث أصبح لاعبوه يهتمون بإبقاء الكرة على الأرض والقيام بمهارات رائعة. وتجلى ذلك خلال لقائهم أمام مانشستر يونايتد، حيث تفوقوا بصورة بالغة على خصمهم بما أظهروه من مهارة وصلابة خلال النصف الأول من المباراة والذي أحرزوا خلاله هدفين مستحقين تمامًا. وبلغت روعة أداء ستوك سيتي درجة جعلت مشجعيه يصيحون «ممل ممل» لدى محاولة لاعبي مانشستر يونايتد تمرير الكرة فيما بينهم. ورغم أن هذا الأمر لم يكن ليطرأ على مخيلة أحد من قبل، فإن الحقيقة القائمة تؤكد أن أداء مانشستر يونايتد أصبح بالفعل مملاً في الوقت الحاضر، بينما يزداد أداء ستوك سيتي روعة. كان المتألق شيردان شاكيري، نجم ستوك سيتي، قد حدد مسار المباراة مبكرًا عندما نجح في مراوغة دالي بليند مدافع يونايتد الأيسر ببراعة. وكان من الممكن أن يتكرر المشهد مجددًا لولا تدخل أندير هيريرا، لاعب مانشستر يونايتد، وركله لشاكيري، وربما تساءل في نفسه حينها عن سر عدم قيام زميله بليند بذلك في المرة الأولى. خلال المباراة، بدا كأن بليند كان يأمل في التواجد بمكان آخر غير الجانب الأيسر الذي كان محور هجوم ستوك. فكلما شرع ستوك سيتي في هجوم جديد غاب بليند عن المكان. ولم يكن بليند في وضع يمكنه من التصدي للكرة التي أطلقها جيوف كاميرون، لاعب ستوك سيتي (الأميركي الجنسية)، باتجاه المرمى، والتي سرعان ما انقض عليها بويان كركيتش ليحرز منها هدف المباراة الأول. بعد ذلك، قرر المدرب فان غال استبدال ممفيس ديباي جناح الفريق الأيسر في منتصف المباراة بعد الخطأ الكبير الذي ارتكبه وتسبب في الهدف الأول. ومع ذلك، يبقى من غير المنصف تحميله مسؤولية هدف ستوك سيتي الثاني الذي سجله ماركو أرناوتوفيتش. على الأقل رحل ديباي عن أرض الملعب بعدما صوب الكرة باتجاه مرمى الخصم، الأمر الذي سيشير إليه مدربه بالتأكيد باعتباره دليل على أن مانشستر يونايتد الذي توقف لاعبوه عن التسديد في تحسن. في مباراة يونايتد الأخيرة أمام نوريتش سيتي الأسبوع الماضي صوب الفريق كرتين فقط باتجاه مرمى الخصم. بيد أن الأمر الأهم من ذلك أنه عندما صوب لاعبو ستوك سيتي الكرة باتجاه مرمى مانشستر يونايتد للمرة الأولى بعد مرور 20 دقيقة من المباراة، اضطر حارس المرمى ديفيد دي خيا من استعادتها من داخل شباكه. وكان أرناوتوفيتش، الذي قدم أداءً لا يقل ثقة وروعة عن أداء شاكيري، جديرًا بإحراز الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول من المباراة، لكنه أهدر فرصة ثمينة بسبب تعجله. ولم يكن هناك شك في أن ستوك سيتي هو صاحب الأداء الأفضل والأكثر إمتاعًا خلال اللقاء. وقد بلغ اليأس بأنطوني مارسيال، مهاجم مانشستر يونايتد، درجة دفعته للسقوط على الأرض في محاولة للفوز بركلة جزاء، لكنه لم يفلح في خداع الحكم وسرعان ما انصب عليه غضب مشجعي ستوك سيتي. وتعالت صيحات الجماهير بأن هذا الأمر «مثير للحرج» ـ وقد كان كذلك حقًا. وبالفعل، بدا الحرج على وجه السير بوبي تشارلتون في المنصة، بينما اضطر المدرب فان غال نفسه لإغلاق عينيه في لحظة ما، ولا شك أنه سيندم على ذلك عندما يرى صور المباراة. الأمر المؤكد فيما يخص مانشستر يونايتد أن فان غال لا يحرز أي تقدم مع الفريق. والآن، خاض الفريق سبع مباريات من دون إحراز فوز واحد، ويليه على هذا الصعيد تشيلسي. من جانبه، أكد فان غال أنه عمل بجد طيلة الأسبوع لرفع مستوى ثقة لاعبي الفريق بأنفسهم، لذا فإن الله وحده يعلم مدى السوء الذي كان يمكن أن يأتي عليه أداء الفريق لو أنه لم يفعل ذلك. واللافت أن ستوك سيتي لم يتمكن من الفوز على مانشستر يونايتد بسهولة فحسب، وإنما قدم أداءً رائعًا بحق ـ الأمر الذي سبق أن اشتهر به لاعبو مانشستر يونايتد. ولم يمر وقت قليل حتى تقبل مشجعو الأخير الحقيقة الواضحة على أرض الملعب ودخلوا في حالة من الصمت التام. وكان باستطاعة ستوك سيتي تسجيل مزيد من الأهداف لو أراد، لكن اللاعبين بدأوا في تمرير الكرة على نحو مبالغ في الطموحات والأمنيات وإطلاق محاولات بعيدة المنال. ومع انطلاق صافرة نهاية المباراة، تساءلت الجماهير صاحبة الأرض: «هل يمكن أن نلقاكم كل أسبوع؟». ومع حلول منتصف المباريات، تباهى المذيع بأن ستوك سيتي الفريق الوحيد الموجود داخل الملعب فعليًا. ولا شك أن فان غال كان يأمل بالفعل في التواجد بأي مكان آخر بدلاً من اضطراره للرد على تساؤلات بخصوص الأداء الباهت الذي قدمه لاعبوه.