اعتبر فنانون مشاركون في معرض تعابير إماراتية: ميادين الفنون، المقام حالياً في منارة السعديات بأبوظبي (يستمر حتى 31 مارس المقبل)، أن نسيج المجتمع الإماراتي بتنوع انتماءاته وتعدد جنسياته وثقافاته المختلفة، يعد أرضاً خصبة للإبداع والابتكار، ويعطي الفنان الإماراتي خصوصية وتفرداً في التعبير، تظهران من خلال أعماله، وهو ما ينعكس على طريقة تنفيذها وآلية تشكيلها. واجهات الأبنية تحدث ثلاثة فنانين إماراتيين عن أعمالهم التي قدموها في المعرض، الذي يشهد مشاركة 15 فناناً محلياً، من خلال جلسة نقاشية عقدت مساء أول من أمس، على مسرح منارة السعديات، وقال الفنان خالد مزينة، الذي يعرض لوحات بالأبيض والأسود، تمثل واجهات ومداخل أبنية حكومية ومرافق عامة، إنه استقى لوحاته من المجتمع المحيط.. وأن احتكاكه بالناس العاديين، غذّى لديه هذه الفكرة، حيث ترتسم صور واجهات هذه الأبنية في مخيلاتهم. كما أشار إلى أن رسوماته عبارة عن صور تذكارية، حاول أن يضعها في إطار فني مختلف، وهي تمثل أمكنة حيّة في ذاكرته، كالمجمع الثقافي، ونادي ضباط أبوظبي، ونادي أبوظبي الرياضي. الأزياء والفنون شرحت سمية السويدي مضمون ورؤى مشاركتها المميزة عودة إلى الطبيعة، التي تمزج بين الرسومات الفنية والأزياء، وقالت إن الفكرة ظهرت لديها، كنوع من محاكاة الفن السوريالي- الذي يتصف بأنه خيالي- للواقع المعاش، فقررت مزج لوحاتها ضمن تصاميم مختلفة للعبايات والحقائب والساعات. وتابعت: أحببت أن أقرن الطبيعة بالفن والأزياء، وحاولت الابتعاد عن التكنولوجيا، وإعادة الناس إلى الجذور، من خلال تصاميم مبتكرة، وعملية تجذب اهتمام الجمهور. من جهتها، تحدثت مريم السويدي عن عمليها الفنيين المقعد الكوفي ومقعد النقطة الثامنة، وهما عبارة عن تراكيب تفاعلية، فكرتها مستوحاة من التصاميم الهندسية الإسلامية، التي يمكن استخدامها أيضاً ضمن الأثاث، وعبرت السويدي عن عشقها للفن الإسلامي، وتأثرها بالفن العربي القديم بشكل عام، وهو ما ظهر جلياً في تصاميمها المشاركة في معرض تعابير إماراتية، وهي عبارة عن مقاعد خشبية مزخرفة بأشكال مختلفة، استخدمت من خلالها الخط الكوفي، وتقنية الرسم بالمربعات والزوايا الثمانية. ولفتت السويدي إلى أنها تنظر إلى التصميم الداخلي، على أنه فن حيوي.. حيث تحرص أن تكون تصميماتها عملية تخدم الناس.. ولا مجرد قطعة ديكور، مؤكدة أن لديها شغفاً بالفن والتراث الإسلامي القديم، وهذا ما يظهر جلياً في أعمالها. تنسيق وأدارت الجلسة كل من المنسقتين الفنيتين: ميساء القاسمي مدير البرامج غوغنهايم أبوظبي لدى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ريم فضة المنسق الفني المشارك في قسم فنون الشرق الأوسط - مشروع متحف غوغنهايم أبوظبي، ومؤسسة سولومون آر غوغنهايم، بالإضافة إلى المنسق المساعد منيرة الصايغ مسؤول البرامج في متحف غوغنهايم أبوظبي. 15 كانت قد افتتحت الدورة الرابعة من معرض تعابير إماراتية، التي تقام تحت عنوان ميادين الفنون، وبمشاركة 15 فناناً إماراتياً، في 12 نوفمبر 2015. ومن المقرر أن تستمر لغاية 31 مارس 2016، حيث تنظم في منارة السعديات، وفي أرجاء مدينة أبوظبي. وتتميز هذه الدورة الرابعة، بتقديمها أعمالاً فنية تتضمن ملابس وصوراً وتصاميم أثاث وأعمالاً تركيبية مرئية تفاعلية ولوحات فنية وشروحات توضيحية ومنحوتات ضخمة، إلى جانب استوديو يمارس فيه الفنانون عملهم ميدانياً خلال المعرض.