دخلت المدارس الأهلية في أول مواجهة رسمية مع وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، بعدما رفضت أول قراراته تجاهها بإلزامها بمنح منسوبيها من معلمي الفصول الأولية والمرحلة الابتدائية، إجازة أسوة بالتعليم الحكومي والتي بدأت بنهاية دوام يوم الخميس الماضي. وبينما شرعت الكثير من المدارس أبوابها اعتياديا محذرة منسوبيها من أي تقاعس عن الدوام، ملوحة بالحسم، وجد المعلمون والمعلمات أنفسهم في حيرة من أمرهم، الأمر الذي جعل البعض يغيب متذرعا بقرار الوزير، فيما تخوف البعض الآخر من بطش «ملاك المدارس» فآثر على الحضور والمواظبة. وكان الوزير حاسما قبل يومين عندما أكد شمولية منسوبي التعليم الأهلي بأي إجراءات تتخذها الوزارة، ومن بينها إجازة منتصف العام الدراسي، داعيا جميع المدارس الأهلية للالتزام بالتعليمات الصادرة. لكن الكثير من منسوبي المرحلة الابتدائية، استسلموا أمس للأمر الواقع، وباشروا في مدارسهم، رغم أنه لا مهام واضحة لهم، بل لم يجد بعضهم سوى جدران وفصول خاوية، ولم تكلفهم إداراتهم بأي أعمال، الأمر الذي يثير الكثير من علامات الاستغراب، لكنهم التزموا لأنهم -حسب وصفهم- الحلقة الأضعف. وجلست عدد من المعلمات في فناء المدرسة الابتدائية، يتبادلن الحكاوى والقصص، مستغربات من إجبارهن على الحضور، خاصة أن مدرستهن ليست لديها أي مرحلة لا متوسطة أو ثانوية، للاستفادة منهن في أعمال مراقبة أو تصحيح كما يزعم بعض ملاك المدارس الأهلية. وقالت (ن. أ) معلمة الابتدائية في إحدى المدارس الأهلية -التي اكتفت بأحرفها خوفا من عقوبات تطالها- إنها صدمت بقرار مالكة المدرسة بأنه لا إجازة لهن مع الطلاب، وأنه يجب عليهن الحضور والانصراف في الوقت المحدد، رغم أنهن أنهين الاختبارات على أكمل وجه، مضيفة «ومن حقنا الاستمتاع بالإجازة مثل غيرنا، لأنها من مميزات التدريس للمرحلة الابتدائية التي تعد من أصعب المراحل، لكن التعليم الأهلي لا يقدر، ولا نجد من يحمينا من بطش الملاك». ووصفت زميلتها المعلمة (ص. هـ) الدوام بأنه «صامت»، «هم يريدوننا أن نداوم، لا نعرف ما إذا كان تحديا لقرارات وزير التعليم، وفرض سيطرته علينا، ويحرموننا من أبسط معايير الإنسانية والمساواة في التعليم الأهلي والحكومي، ونحن نداوم حاليا، رغم أن الكثيرات دخلن أيضا في تحد مع الملاك، لقضاء الإجازة مع أبنائهن، ولا نعرف عواقب الأمور». أما المعلمان سالم الحربي، وخالد الزهراني، فاكتفيا بالتأكيد على أن إدارتهما ألزمتهما بأعمال الملاحظة لطلاب المتوسطة والثانوية، رافضين أي تعليق حول أحقيتهما في الإجازة، مؤكدان على أنهما كلفا بالعمل في مدرسة أخرى، لأن مدرسة كل منهما خالية من الطلاب.