×
محافظة المنطقة الشرقية

صحيفة الشرق – العدد 1486 – نسخة الدمام

صورة الخبر

أثار د. الفواز سؤالاً حول علاقة الحقوق بالثقافة وبنقد مظاهر العنف التي تجتاح المجتمعات العربية، حيث لم يعد الحديث عن ثقافة وحقوق أمة، في ظل تحديات التفتيت والتشظي، مشيراً إلى ان الطوائف والمذاهب والإثنيات تفرض وجود حقوق جديدة ستكون على حساب الأمة وسيكون الحوار بين هذه الهويات قائما على الاستبداد والعنف والتكفير. وأوضح د. الفواز أن المثقفين بحاجة إلى إعادة قراءة مفاهيم الحقوق واستعمالاتها وتوظيفها في سياقات يمكن أن تعزز قيمة الحوار الثقافي، وبالتالي تعزز عمل المؤسسة السياسية، لافتاً إلى ان النخب الثقافية ستكون أكثر هشاشة حينما تتحول الدول إلى دول رعب واستبداد وعنف، كما تحدث عن تأطير القيم الحقوقية برؤى ثقافية لكي تكتسب هذه الحقوق فاعلية ودورا حقيقيا في حياتنا. وقال الفواز مثلما ضاعت فلسطين بسبب هشاشة الدول العربية القديمة وضعفها وعدم قدرتها على مواجهة المخططات الاستعمارية، فإن الأمة العربية الجديدة اليوم أمام مجموعة من التحديات الكبيرة، تعكس الحاجة إلى إعادة إحياء الأمة لكي تدافع عن نفسها ومشروعها القومي أمام هذه التقسيمات المرعبة التي تؤدي في النهاية إلى خلق دول ضعيفة تسيطر عليها قوى الإرهاب، وبالتالي ستكون أكثر خطورة، مطالباً بضرورة الحديث عن حقوق الأمة اولاً وإعادة قراءة الخطاب الديني بوصفه خطاباً إصلاحياً يمكن أن يعزز المسار، وتصويب دور المثقف وقوى المجتمع في تأهيل المعرفة والفكر والخطاب الديني ليكون فاعلاً في حياتنا الجديدة. بدوره قدم د. عمشوش ورقة عمل حول المفاهيم الفرنسية لحقوق الإنسان والحريات العامة، باحثاً بشكل معرفي عن بداياتها التي جاءت من الإعلان الفرنسي الأول لحقوق الإنسان الذي عاصر الثورة الفرنسية وأول دستور جمهوري بفرنسا عام 1789 واستمر ثم تطور، غير أنه ظل منبعاً لإعلانات حقوق الإنسان في العالم، ودخلت فيه دساتير متعددة. وأكد د. عمشوش أن حقوق الإنسان أصبحت تخضع للقوانين والنظم الحكومية، منوهاً إلى أنها حقوق معلقة في العالم كله، كون هذه الدول لا تحترم تلك الحقوق، مشيراً إلى وجود ازدواجية بين التنظير والإعلانات في الدستور والممارسة، موضحاً أن فرنسا وضعت عدة قوانين وإعلانات لكنها في أرض الواقع تخترقها وتتعامل بازدواجية تجاه العرب في ظل ما خلفته من قتل مليون جزائري مدة استعمارها للجزائر. أبوظبي مهند داغر: حذر كتّاب وأدباء عرب من خطر الاستبداد بمرجعياته الطائفية في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة العربية لحظات فارقة بعد ما يسمى بالربيع العربي حيث تشظت حقوق الأمة منتقدين ازدواجية الغرب في وضع قوانين حقوقية تتعلق بالحريات التي يحترمها، بل يوظفها كوسائل ضغط على الدول الأخرى. جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من ندوة أزمة المفاهيم حول الحريات وحقوق الإنسان على هامش المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وأدارها الناقد عبد الفتاح صبري، وشارك فيها كل من الناقد والباحث الدكتور علي الفواز من العراق، والباحث والأكاديمي اليمني الدكتور مسعود عمشوش، بحضور عدد من المثقفين والأدباء والشعراء العرب.