انطلقت صباح أمس المرحلة الثانية من مراحل انتخابات المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وسط تفاعل وإقبال المواطنين من أهالي المنطقة الشرقية على مقار الدوائر الانتخابية بمدن الذيد وخورفكان وكلباء ودبا الحصن، حيث توافد عشرات المواطنين من أهالي المدن السالفة على الدوائر للتقدم بأوراق ترشحهم رسمياً انتظاراً لتأهلهم لخوض السباق الانتخابي. وحسب رؤساء الدوائر جرت عملية تسجيل المرشحين في الشرقية والوسطى بأريحية وانسيابية تامة، عزز من ذلك عمليات التدريب المكثفة التي خضع لها موظفو البلديات على آليات تسجيل المرشحين والتي تشمل التدقيق على الأوراق الثبوتية ، وتسجيل البيانات وتحصيل الرسوم وإعلام كل مرشح بانتهاء عملية تسجيله ضمن قوائم المرشحين رسمياً. رصدت الخليج في اليوم الأول من عملية تسجيل المرشحين، إقبالاً متوسطاً من قبل المواطنين في مختلف دوائر الشرقية مع حضور متواضع للعنصر النسائي، وتوقعات بتنامي أعداد المرشحين خلال اليومين الثاني والثالث من عملية تسجيل المرشحين. ووفق مؤشرات أولية، احتل المتقاعدون وموظفو القطاع العام بفئتيه المحلي والاتحادي، النسبة العظمى من الراغبين في الترشح لخوض السباق الانتخابي، مقابل شبه عزوف من شريحة رجال الأعمال أو العاملين بالقطاع الخاص. وجاء القطاع الخدمي وتنمية المناطق على قائمة أولويات المرشحين المحتملين لعضوية المجلس، حيث أجمعت عينة رأي من المتقدمين لتسجيل أنفسهم في قوائم التنافس الانتخابي، على أن القطاع الخدمي وتنمية المناطق من أهم الأولويات التي سيعملون على تحقيقها من خلال تعزيز الرقابة إذا ما حالفهم الحظ في نيل عضوية المجلس الاستشاري. قضايا المرأة وتدعيم مكانتها عبر القوانين واللوائح، هاجس يربو على كونه أول اهتمامات العنصر النسائي من الراغبات في الترشح لعضوية المجلس من بوابة الانتخابات، علاوة على تنمية وتعزيز وضع الأسرة والارتقاء بقوانين الطفل وغيرها من قضايا. الذيد قال علي مصبح الطنيجي، مدير بلدية الذيد ورئيس اللجنة الانتخابية، تم اتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات اللازمة لاستقبال المرشحين منذ الساعة الثامنة من صباح أمس حتى الثالثة عصراً، مشيراً إلى توفير اللوحات الإرشادية لمساعدة المرشحين والراغبين في الترشح لعضوية المجلس الاستشاري وتحديد الأوراق والمستندات المطلوبة من كل مرشح. وأوضح الطنيجي، أنه تم تخصيص مكتب لاستقبال المرشحين والتدقيق في الأوراق والمستندات المطلوبة ، وذلك عند قدومهم إلى مركز التسجيل في مبنى البلدية لافتاً إلى أنه يتم الالتقاء بأي مرشح لديه استفسارات للرد عليها. وأكد رئيس لجنة الانتخابات في الذيد أن إقبال الراغبين في الترشح خلال اليوم الأول من عملية التسجيل جاء جيداً، ولم ترد إلى اللجنة أي شكاوى تتعلق بالتنظيم أو آليات التسجيل ، كما لم ترصد اللجنة أي عملية دعاية مخالفة للوائح والقوانين. وكان المواطن سلطان علي الكتبي، أول المسجلين بياناتهم رسمياً للترشح للانتخابات عن مدينة الذيد، والذي وصف إجراءات التسجيل بالسهلة والسلسة، مشيراً إلى وجود أعضاء اللجنة الفرعية للانتخابات منذ الصباح الباكر في مركز التسجيل بمبنى بلدية الذيد للالتقاء بالمرشحين وإرشادهم إلى الإجراءات المطلوبة، مضيفاً أن الموظفين العاملين في المركز يؤدون مهامهم على الوجه الأكمل لا سيما من حيث استقبال المرشحين بترحاب شديد والتدقيق في الأوراق المقدمة وإحاطتهم بالإجراءات المطلوبة في الحملات الانتخابية وغير ذلك من متطلبات العملية الانتخابية. من جانبه أشار المواطن صالح محمد القابض إلى أن إجراءات التسجيل كانت سلسة وميسرة، ويمكن لأي مرشح الانتهاء من التسجيل في غضون دقائق معدودة ، حيث إن لجنة التسجيل مجهزة والعاملين بها مدربون جيداً، كما أن الشروط واضحة ومن السهل استيفاؤها. وأفاد عدد من المرشحين المحتملين عن مدينة الذيد، إن القطاع الخدمي وتنمية المناطق والعمل على توفير الخدمات كالتوسع في إنشاء المرافق ورصف الطرق ورفد المدن بالحدائق والمنتزهات وغيرها من مشاريع تعد في قائمة أولويات عملهم بالمجلس إذا ما حالفهم التوفيق في العملية الانتخابية. خورفكان مدينة خورفكان والتي تصدرت نسب التسجيل في المرحلة الأولى من العملية الانتخابية بالمنطقة الشرقية، حيث شهدت إقبالاً كبيراً من الراغبين في خوض السباق الانتخابي، ومن المنتظر ترشح عشرات المواطنين في المدينة على 3 مقاعد هي نصيب خورفكان في المجلس في العملية الانتخابية بخلاف 3 مقاعد تأتي بالتعيين. وتؤكد المهندسة آمنة الميل، مديرة بلدية خورفكان بالإنابة رئيسة اللجنة الانتخابية، هذه المعطيات، بقولها: إن اليوم الأول من تسجيل المرشحين شهد إقبالاً كبيراً من الرجال والنساء على حد سواء، موضحة أن عملية التسجيل تمت بمرونة كبيرة وسط ترحيب وارتياح من قبل المواطنين. ومن واقع ما رصدته الخليج خلال اليوم الأول من المرحلة الثانية للانتخابات في مقر بلدية خورفكان، فإن العشرات من المواطنين توجهوا منذ الساعات الأولى لفتح باب التسجيل إلى مقر اللجنة لنيل الأسبقية في التسجيل. وقال عدد من مرشحي خورفكان إن تعزيز الدور الرقابي على المؤسسات الحكومية من أهم أولوياتهم تحت قبة المجلس الاستشاري، معتبرين أن الرقابة وسيلة مشروعة لتدعيم مسيرة الإمارة والحفاظ على مكتسباتها. ورأى أحد المرشحين أن الكثير من المؤسسات الحكومية يتفشى فيها الروتين والبيروقراطية وهو ما يحتاج لعضو يقظ يدرك حقيقة دوره في المجلس، ويعمل على تطبيق صلاحياته بموجب القانون في التصدي لمثل هذه الممارسات، معتبراً أن الآمال كبيرة في هيئة المجلس الجديد لتساند صانع القرار وتفعّل دور المؤسسات الحكومية بموجب القانون. كلباء المهندس خلفان بن عيسى الذباحي رئيس اللجنة الانتخابية بمدينة كلباء، مدير البلدية أكد أن عملية تسجيل المرشحين في اليوم الأول انتهت بمرونة ويسر دون التعرض لأي عوائق أو خلل تقني أو بشري، مشيداً بالتعاون الكامل من قبل المؤسسات الشريكة في التنظيم والإشراف على العملية الانتخابية بمراحلها كافة. وأوضح أن الإقبال في اليوم الأول مبشر بتفاعل مرضٍ، معولاً على أن يكون الإقبال أكبر خلال اليومين القادمين، منوهاً بإن الإقبال شمل عنصري الرجال والنساء مع ترجيح كفة العنصر الرجالي من حيث الأعداد دون الإفصاح عن ماهية الأعداد في اليوم الأول. مؤكداً أن اللجنة الانتخابية تلقت العديد من الاتصالات والاستفسارات عن ماهية الأوراق الثبوتية اللازمة للترشح، وهو ما يؤشر إلى زيادة أعداد المرشحين في اليومين القادمين. ووفق ما رصدت الخليج من مجريات العمل في مقر مركز التسجيل في كلباء، جاء الإقبال جيداً قياساً إلى عدد المقاعد التي يتنافس عليها المرشحون، مع تفاوت كبير بين العنصرين الرجالي والنسائي لصالح الأول. وكان المواطن خالد علي سعيد الغيلي أول المرشحين المحتملين عن مدينة كلباء، تسجيلاً لبياناته في قوائم المرشحين، والذي أشاد بما وجده من تسهيلات وترحاب من قبل اللجنة المنظمة للانتخابات، وتلاه المرشح يوسف إبراهيم البلوشي، والمرشح محمد شامس. المرشحون في مدينة كلباء رأوا أن عضوية المجلس الاستشاري تعد أمانة وتكليفاً لا تشريفاً، مجمعين على أن تعزيز الدور الرقابي على المؤسسات، والنهوض بقطاع الخدمات وتدعيم المؤسسات الحكومية بالرؤى والأفكار والتوصيات لتنمية المناطق هي سبيلهم وهدفهم الأول إذا ما وصلوا لعضوية المجلس، معتبرين أن القيادة الرشيدة لا تألو جهداً في سبيل ضمان العيش الرغيد لأبنائها المواطنين. وأشاد مرشحو كلباء بما وجدوه من يسر وترحاب من قبل الجهات المنظمة للعملية الانتخابية، موضحين أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فتح نافذة ضوء جديد أمام الشباب وعموم مواطني الإمارة ، كي يتسنى لهم الإسهام في تعزيز مسيرة الإمارة المشاركة في صنع القرار بما يكفل مستقبل مشرق للأجيال القادمة. دبا الحصن وفي مدينة دبا الحصن، جاءت معدلات الإقبال في اليوم الأول محدودة بشكل كبير، حيث من المنتظر تنافس المرشحين على مقعدين فقط ، هما قوام المقاعد الانتخابية المخصصة للمدينة في المجلس الاستشاري. وقال طالب صفر، مدير بلدية دبا الحصن، رئيس اللجنة الانتخابية في المدينة، إن الانتخابات القادمة تعد واحدة من الخطوات الإيجابية لتعزيز دور المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الدولة، كما تفسح المجال أمام المواطنين للمساهمة بشكل فعال في رسم مستقبل وطنهم، وتشجع الجيل الجديد من القادة الشباب على تحمل المسؤولية تجاه الوطن. وأكد سهولة الإجراءات التي وفرتها لجان التسجيل، على المستويين التقني والبشري، مشيراً إلى حرص موظفي اللجنة على توفير المعلومات اللازمة للراغبين في الترشح لعضوية المجلس. وكانت المواطنة مريم سعيد الهنداسي، أول المتقدمين رسمياً للترشح لانتخابات المجلس الاستشاري عن مدينة دبا الحصن، وأشادت الهنداسي بجهود اللجنة المنظمة للانتخابات لحرصها على التيسير على المواطنين الراغبين في الترشح وتسهيل مهمتهم وتهيئة كافة الإمكانات لإتمام عملية الترشيح في أجواء وظروف مثالية تتناسب مع أهمية الحدث الأول في إمارة الشارقة. وعن مشاركة المرأة في الانتخابات، قالت الهنداسي لأول مرة أخوض تجربة الترشح في الانتخابات بشكل عام، وتأتي قضايا وحقوق المرأة والأسرة والطفل ضمن أولوياتي، وأتمنى أن أنال شرف المحاولة وأحظى بثقة المواطنين لكي أكون حلقة الوصل بين الناخب والجهات الحكومية. بدوره أشاد المرشح المحتمل سلطان عبد الله الشرقي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إشراك المواطنين في الحياة السياسية وإتاحة الفرصة للمساهمة في خدمة الوطن. كما أشاد بسهولة إجرءات التسجيل واستقبال المنظمين وتعاونهم مع المرشحين المحتملين.