×
محافظة المنطقة الشرقية

ريم أسعد: العجز في الميزانية أقل من المتوقع

صورة الخبر

كغيرها من بنات جيلها ارادت نادية أن تلبس ثوب زفافها الابيض وان تحلق كفراشة وراء احلامها الوردية بمستقبل مشرق تبنيه الى جانب زوجها المستقبلي وانجاب العديد من البنات والبنين فنسجت خيوط مستقبلها وبقيت تنتظر هذا الزوج بفارغ الصبر، الا ان الايام سرعان ما مرت ومر عمرها سريعا حتى بلغت الاربعين عاما وهي تنتظر ذلك الفارس الذي يأتي على جواده ليحملها معه لكنها لم تر هذا الفارس ولا ذاك الجواد حتى بانت تجاعيد وجهها وكسى اللون الابيض شعرها ولم تعرف لماذا لم يطرق بابها أحد رغم ما تتمتع به من جمال ورغم مستواها الاجتماعي الجيد. شاهدت بنات جيلها كل منهن تزوجت وانجبت وكان لهن حياتهن الخاصة وكذلك حال اختها التي تصغرها بسنوات قد تقدم لخطبتها العديد من الرجال بينما هي لم يكن حالها كحال اختها التي تزوجت بسن صغيرة جدا ولها من الابناء اربعة وكانت تمثل الحياة التي ارادتها نادية لها من الزوج المحب والابناء التي لطالما حلمت ان تنجبهم. استسلمت نادية لقدرها الذي كتب لها بإن تبقى من دون زواج حتى هذا السن المتقدم وتحملت نظرات اتهام المجتمع لها وكأنها تحمل وصمة عار ترافقها اينما وجدت مع الصديقات او خلال تجمع أفراد العائلة حتى رمت احلامها وادارت ظهرها لها، حتى شاء القدر ان ترغب اختها مع زوجها السفر الى أحدى الدول من اجل قضاء شهر عسل جديد لهم بعيدا عن الابناء ووضعتهم امانة بين ايدي نادية لحين عودتها من السفر. وفعلا سافرت شقيقة نادية وزوجها ومضت الايام وكان هم نادية ان تعتني جيدا بأبناء أختها الاربعة لحين عودة والدتهم حتى وصلها خبر وفاة شقيقتها وزوجها في حادث سيارة أثناء تنقلهم في تلك الدولة فكان الخبر أكثر ايلاما لها لانها شقيقتها الوحيدة كما انها ترى ابناء اختها الاربعة اصبحوا ايتام فجأة لا أب ولا أم لهم. عرفت نادية أخيرا ان عنوستها كانت لسبب قدره الله لها وهو أن توجد لتربية ابناء اختها الايتام الذين فقدوا أمهم وابيهم في هذا الحادث المؤلم وتملص الاقارب من العناية بهم.