هدى عبدالله خميس إناث رتَّبن الفوضى، وخرجن عن النص التقليدي في مجتمعنا، ولم ولن يندمن عليه، وفي اﻻتجاه المعاكس، نجدها متورطة في نص تقليدي، ونحن ﻻ نتوقع نتيجة مختلفة منها: أسرة، و«تقاليد مبتورة» عن الحياة، وعبث بقلوب ضعيفة، تدحرجها «رياحهم» هنا وهناك، تسقط في البئر الجافة، كلما كتُبت باسمها وثيقة، أضاعت طريقها، وقد تركلها الحياة وتؤلمها. ضاعت منذ وثيقتها الميلادية «أنثى»، تأسف عائلتها، وتتمنى لو كانت «ذكراً». باسم كتُبت فقط، وﻻ تسمعه، فاسمها عورة، كما اعتادت على أن صوتها عورة، وقد تسمع اسم «أم» مستعار، وﻻ تعلم لماذا يتجاهلون الجواب، وهي في صراع دائم مع الأفكار، تتجاوز بوثيقة تخرجها حدودها باختيار تقاليدهم، ﻻ يريدون أن يروا عقلها حاضراً ومتيقظاً. «أفكار» يجب أﻻ تُفتح لها الأبواب خوفاً من أن نعيش، وهي تسعف حياتها، فتقاليدهم تكون رصاصة، وتنتهي، وعندما تُكتب لكِ وثيقة جديدة، تضيفكِ بنقرة باسم «زوجة»، تنتقل بحياة زوج، وتقاليد قد تكون مغايرة، أو كما عشتها. وما يُحزن أﻻ تكون لك خارطة، وُضِعت لكِ على حدود حياة ﻻ تمتلكينها، وإن حاولت التغيير، فستجدين نفس تلك «النقرة» تُخرجك بحذفك من تلك الحياة باسم «مطلقة»، فهل ستُجرين لقلبك صدمة كهربائية؟ وهل ستجدين أجوبة لكل تلك الأسئلة الميتة من حولك؟ فهو منحك فرصة الدفاع عن نفسك أمامهم، وأن تكتبي بعدها وصيتك. نعرف معنى الخيبة كلما قمنا باستعادة ذاكرتنا في زمن التقاليد، نفسح للحزن مكاناً في مجلس اﻹناث، ﻻ نسمع سوى الألم بصمت، نعلم أن الحقائق لن نراها إﻻ في الظلام.!