×
محافظة المدينة المنورة

بدء التسجيل بمسابقة حفظ القرآن لموظفي الإدارات الحكومية بالمدينة

صورة الخبر

جملة "مشاغل الدنيا.. شاغلتنا الدنيا" أو "عجزت ألاقي وقت" تعابير تبريرية تستخدمها كثيرا، قد تجد في استخدامها راحة أو عذرا روتينيا أو لعلها جملة صادقة تعبر عن الوضع الذي تعيشه فأنت شخص مشغول ومشغول جداً!. لكن السؤال هو: "مالذي يشغلك؟" وفي أي سياق تستخدم هذه الجمل التبريرية أو التقريرية؟ لنتحدث عن تعريفك للوقت، هل هو نطاق زمني محدد يبدأ برقم وينتهي برقم، بمعنى هل الوقت لديك تحدده عقارب الساعة؟ وإذا كان كذلك، فمن يتحكم بالآخر أنت أم عقارب الساعة؟ هل يمكنك أن تنظر للوقت أو للزمن بتجرد بمعنى أن تنظر للوقت بين الساعة "الثامنة صباحا والثانية عشر ظهرا بدون أن تعرف هذا الوقت بالأشخاص الذين ستقابلهم وبالمهام التي ستؤديها وبالمكان الذي ستكون فيه؟ عقلك مدرب على رؤية الأشياء بأبعادها المختلفة كما يرى الأجسام أمامه بأبعادها والظل الذي ينعكس عليها هو أيضا يعرف الأشياء والمفاهيم وحتى الأشخاص بما يرتبطون به، هكذا يعمل عقلك وهذه هي ميكانيكية ذاكرتك، لنتوقف قليلاً قبل أن يتغير الموضوع فنحن نتحدث عن المشاغل وعلاقتنا بالوقت، لا عن العقل والذاكرة، لذلك سنعود للسؤال الأول؛ ماالذي يشغلك؟. ولأبدأ أنا بالإجابة من خلال كوم من الأسئلة؛ هل هو العمل؟ مسؤوليات المنزل؟ التزامات اجتماعية؟ وعن ماذا تشغلك؟ هل تشغلك عن اهتمامك بنفسك؟ هل تشغلك عن التواصل مع الآخرين؟ هل تشغلك عن تثقيف نفسك ومتابعة الجديد؟ هل تشغلك عن وجوه حولك تكبر فجأة وأخرى تختفي وأخرى تولد ولا تعرف سوى اسمها؟ هل تشغلك عن الاهتمام بمن يستحقون الاهتمام؟ بعد أن تجيب على هذه الأسئلة عليك أن تفكر بهدوء عن علاقتك بالزمن، وعن أولوياتك الحياتية والشخصية والاجتماعية، عن ترتيب اهتماماتك، وعليك بعدها أن توجد الوقت، للأهم فالمهم فالأقل أهمية وذلك الذي يمكن أن ينتظر. لا تتخذ من المشاغل عذراً، لأن هذا العذر هو ببساطة دلالة على عدم قدرتك على التعامل مع متطلبات حياتك ومع الزمن الذي يمضي في اتجاه واحد فقط.