×
محافظة المنطقة الشرقية

أيها المسؤولون.. لا تنسوا أنفسكم

صورة الخبر

من ريف دمشق، إذ الغوطة وأخواتها، جاء جواد أبو حطب طبيب أطفال وجراح متخصص يداوي وجع البراءة ويبلسم جراحا استعصى ألمها على الكثيرين. كان أهل الغوطة ودمشق يلجأون إليه عندما تستعصي عليهم أمراض أبنائهم فمبضع الجراحة في يده بوابة الحلول والحل للأزمات والأوجاع. كان رفيقا لزهران علوش في بداية الثورة، وقبلها وبعدها اجتمعا على حب دمشق وريفها وكان حازما جازما بمعاداة النظام وكل حلفائه، لكنه كان واضح الرؤية تجاه سورية اليوم وغدا، سورية الماضي والحاضر والمستقبل. «بالعلم نحافظ على مجتمعنا» قالها دون تردد. وقالها وهو الواثق إن الحرب على سورية الشعب والأرض ليست حرب قتلى وأعداد ولاحرب مواقع وتلال، بل هي حرب قيم وإمكانات بشرية، فهرول تحت القصف وبين الجولات الحربية لينشئ جامعة هنا ويفتتح مدرسة هناك، البعض كان يسخر منه فكيف بجامعة أن تعمل وسط هذا الموت فيما هو كان يؤمن أنه بالعلم وببناء الإنسان يهزم القاتل، من النظام كان هذا القاتل أو فارسيا أو روسيا أو لبنانيا قادما من خارج الحدود. حطب فارس ريف دمشق أتوا به إلى رئاسة الحكومة الموقتة ليكون الجراح لآلام المعارضة ودائها، فبعد أن جربوا كل الأطباء وبعد أن اختبروا كل دواء لم يبق أمهامهم إلا أبو حطب لأنهم يدركون أن حطبهم يجلب الدفء في ليالي البرد القارس وأن حطبهم يحرق الأعداء في اللحظات القاتلة. مهمة قد تكون مستحيلة، إن لم تكن مهمة يائسة فالأمر شاق كما وصفه أنس العبدة رئيس الائتلاف، لكن عندما يدخل الجراح إلى غرفة الجراحة يتمسك بالأمل مهما كان ضئيلا أو صغيرا فكيف إن كان هذا الجراح جوادا وكنيته حطب معروف بصلابته وقلبه لا يجيد التعامل إلا مع الأطفال فهو طبيبهم وهو أملهم وهو أمل الثورة السورية في زمن قد يكون بصيص الأمل فيه ضئيلا وضئيلا جدا.