×
محافظة عسير

مصير طفل الخميس يستدعي نبش القبور !

صورة الخبر

لا أريد أن أتوه القراء الأعزاء، ولكن أصبح لزاماً، قبل الدخول في الموضوع أن أوضح أحد فكي ما يخنقنا في جزيرة سترة، وهو الضباب الدخاني المتصاعد من المركبات والشاحنات والآليات العابرة للجسر بشكل يومي، وما هي آثاره وأضراره؟. الضباب الدخاني خاصة البني والأحمر- يعتبران، أحد أهم ملوثات الهواء الجوي، فهو يحتوي على ترسبات جزيئات المواد المؤكسدة، مثل أكاسيد الحديد والحديدوز المتنوعة، وأكاسيد الكربون المختلفة، وجزيئات الكبريت، وخليط من المواد الهيدروكربونية، فضلاً عن العناصر الثقيلة المعلقة ببخار الماء أثناء شدة الرطوبة. بالطبع هذه الترسبات متكدسة بين المصانع المحاطة بالجزيرة، وتزداد خطورتها بزيادة تركيزها حين عبور هذا الكم الهائل من الشاحنات والمركبات التي مقصدها غير جزيرة سترة، كذلك يعد الضباب الدخاني ، أهم سبب للأمراض المزمنة لا سيما التنفسية والقلبية والجلدية. بالرجوع إلى صلب الموضوع، نحن في هذه الجزيرة نعيش بين فكي كماشة كلا الفكين خانقان ، الازدحامات المرورية، والضباب الدخاني السام، ولكون هذا الأخير يتشكل النصف منه من عوادم السيارات، جراء تكدس الشاحنات والمركبات الخاصة بالمناطق الصناعية المتجهة لشركتي بابكو وألبا تحديداً، والمصانع المحيطة بهما، أو توبلي أو مدينة عيسى، إضافة الى مركبات المقيمين بالمنطقة، ولتفادي هذه المشكلة ندعو وزارة الأشغال والطرق بالتنسيق مع إدارة المرور، العمل على شق جسر معلق بالقرب من نقطة بداية جسر سترة الجديد، لتتفرع منه شوارع للمناطق المحيطة بتوبلي ومدينة عيسى وعسكر والنويدرات. فلا أعلم لماذا تتجه كل هذا الكم من المركبات الثقيلة نحو جسر سترة، الذي يكتظ بهذه الشاحنات من البداية حتى النهاية في جميع الأوقات، في حين أن الكثير منها مقصدها شركة ألبا وبابكو، وعسكر أو توبلي أو مدينة عيسى، والبعض منها الرفاع وسند. فهل هذه سياسة صحيحة لاختزال العقبات لانسيابية المركبات! أم هذه سياسة تذليل انسيابية الاقتصاد الذي يعتبر الوقت وانسيابية السير أحد أهم مرتكزاته؟. نحن لا نبالغ، إن اتخاذ هذا الاقتراح يعود بالفائدة على مملكتنا الحبيبة بطرق مختلفة، مثلاً يحد من التلوث البيئي للمنطقة، والذي بالطبع يقلل من إصابة المواطنين بالأمراض المختلفة، وهذا يؤول لتقليل النفقات على الصحة العامة، وأيضا يعود بالنفع على تسهيل انسيابية الاقتصاد، مما يشجع أصحاب رؤوس المال للاستثمار في البلد، لأنه كما ذكرنا سلفاً، الوقت نقطة ارتكاز مهمة في شأن الاستثمار، ولكن في حالة الازدحام الشديد، يؤخر توصيل البضائع للمستثمرين، وهذا بالطبع يعرقل مجرى الحركة الاقتصادية في البلد. ] د. أحمد العنيسي ناشط ومختص بيئي