لا تزال أمراض القلب والشرايين هي السبب الأول للوفاة والعاهات المستديمة لكل من الرجال والنساء في مختلف العالم. وفي نفس الوقت فإن الدراسات العلمية تثبت ازدياداً ملحوظاً في نسب الإصابة بالاكتئاب بالذات بعد التعرض للجلطات القلبية. حيث أظهرت بعض الاحصائيات إلى أن ما يقارب من 65% من المصابين بالجلطات القلبية عانوا لاحقا من أعراض الاكتئاب بينما 15-22% من المجموع الكلي تم تشخيصهم بالاكتئاب فعلا. إن الذي يدعو إلى القلق هو أن الاكتئاب بعد الجلطة القلبية قد يؤدي في غالب الأحيان إلى تدهور الحالة الصحية ككل مما يشكل عاملاً للإصابة بالجلطة مرة أخرى أو الوفاة في عمر مبكر. نصائح الأكاديمية الأمريكية لأطباء العائلة: 1) جميع المرضى الذين أصيبوا بالجلطات القلبية يجب أن يتم تقييمهم دوريا في فترات متباعدة عن الاكتئاب وذلك عن طريق قائمة محكمة لأعراض الاكتئاب، على أن يكون التقييم الأولي قبل إخراج المريض من المستشفى. 2) في حال تشخيص أحد مرضى الجلطة القلبية بالاكتئاب يجب أن يتم علاجه فوراً ومتابعته بشكل دوري للتأكد من التزامه بالعلاج وتحسن الأعراض لديه. 3) يفضل علاج الاكتئاب عن طريق مضادات الاكتئاب من نوع مضادات استرجاع السيروتونين الانتقائية (SSRI) بدلا من مضادات الاكتئاب الحلقية الثلاثية (Tricyclic) بالذات لدى مرضى الجلطات القلبية ولذلك لكون النوع الأخير يحمل بعض الأعراض الجانبية غير المرغوبة لمن يعانون من أمراض القلب. 4) يفيد العلاج النفسي ككل في علاج الاكتئاب لدى المصابين بالجلطات القلبية ولا تشير الأبحاث بشكل قطعي إلى تفوق نوع من أنواع العلاجات النفسية على غيره. وفي الختام، إذا تم تشخيصك بالجلطة القلبية من قبل وتم علاجك عن طريق القسطرة القلبية أو عن طريقة جراحة استبدال الشرايين فأسأل نفسك النقاط التالية: * هل مررت بعد إصابتك بالجلطة القلبية بفترة من الحزن والإحباط غير المعتاد ومن دون سبب واضح؟ * هل لاحظت لديك أي تغيرات أو تقلبات مزاجية؟ * هل أصبحت عصبياً زيادة عن السابق ومن دون سبب يدعو إلى ذلك؟ * هل لاحظت تغيراً كبيراً في عدد ساعات نومك أو إصابتك بالأرق؟ * هل لاحظت تغيراً كبيراً في شهيتك للطعام أو نقصاناً في الوزن؟ * هل لاحظت فقدانك للاهتمام ببعض الهوايات أو الأنشطة التي كنت تمارسها سابقاً؟ في حال إجابتك بنعم على معظم الأسئلة السابقة فإنه يجب عليك مراجعة طبيب العائلة أو الطبيب النفسي لتقييمك. الطبيب والباحث في الصحة النفسية