الرياض الشرق يؤكد اتفاق قمة تغيُّر المناخ الذي تم توقيعه الأسبوع الماضي في باريس التزام قادة 200 دولة تجاه تبني مفهوم الطاقة المتجددة باعتبارها أداة مهمة للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة على كوكبنا، دون أن يؤثر ذلك على استمرارية توفير الطاقة اللازمة لدعم التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي. وتعد الدول الخليجية من الدول الرئيسة التي تستهدفها هذه الاتفاقية كونها تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة. وشهدت بعض الدول الخليجية خطوات وثيقة لاستخدام مصادر طاقة بديلة أو أقل ضرراً على البيئة مثل مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة التي تخفف من الانبعاثات الناجمة من مصادر الطاقة التقليدية. من جانبه، قال الرئيس والمدير التنفيذي في أكوا باور بادي بادمانثان: «يمكن للاتفاقية الموقَّعة في باريس أن تساهم في تغيير أسلوب توليد واستخدام الكهرباء حول العالم للأبد خاصة في دول الشرق الأوسط وإفريقيا. إذ نرحب بالالتزام الذي تضمّنه الاتفاق الذي من شأنه تسريع عملية تقليل الانبعاثات الناتجة عن أنشطة توليد الكهرباء، مما سيغير ملامح قطاع الطاقة بالفعل. نسعى في أكوا باور إلى استخدام مزيج متنوع من مصادر الطاقة في عملية توليد الكهرباء في دول الخليج العربي كالمصادر المتجددة لضمان توفر الأدوات اللازمة لتنفيذ استراتيجية الطاقة المستدامة للأجيال المستقبلية، دون التأثير على فرص العمل أو التنمية الاقتصادية». وأضاف»نعمل على تطوير وتشغيل المرحلة الثانية من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد واحداً من أكبر المشاريع التي ينفذها منتج مستقل للطاقة، بغرض إنتاج 200 ميغاوات من الطاقة الشمسية عبر الخلايا الضوئية، بأقل تعرفة في العالم. وسيغطي إنتاج المحطة من الطاقة الكهربائية المولّدة بتقنية الألواح الكهروضوئية 30 ألف منزل كل عام، باستخدام محطات توليد بالطاقة الشمسية. وتقدَّر قيمة التخفيض في انبعاثات الكربون التي سيحققها المشروع بـ 469.650 طنَّاً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً». أما المشروع الثاني، محطة حصيان لتوليد الكهرباء بتقنية الفحم النظيف، فسيتم تطويره وتشغيله من قبل تحالف يضم كلّاً من «هاربن إلكتريك إنترناشونال» و»أكواباور». يستخدم المشروع تقنية المراحل فوق الحرجة (ultra-supercritical technology)، التي تتطلب فحماً أقل لكل ميغاوات في الساعة مقارنة مع المحطات التقليدية التي تعمل بوقود الفحم، نظراً لما تتمتع به من كفاءة أكبر في الأداء، وبالتالي تنتج انبعاثات أقل من الغازات الدفيئة. ويعدّ هذا المشروع الأول والأضخم من نوعه على مستوى الخليج العربي والشرق الأوسط، حيث سيتم تسعير الكيلووات في الساعة بقيمة 4.501 سنت دولار لكل كيلووات/ساعة، وذلك على أساس أسعار الفحم في شهر مايو 2015. ويضيف بادمانثان: «نفخر بكوننا شركة سعودية تقود المسيرة نحو انتشار مشاريع الطاقة المتجددة قبل انعقاد قمة التغير المناخي. فشركة أكوا باور من رواد الشركات التي أعلنت طوعاً عن هدفها بتوليد 5% من الطاقة من مصادر متجددة خلال السنوات الخمس المقبلة، وعملت في مشاريع فريدة تتحدى معادلات التكلفة السائدة في المحطات التي تعمل بوقود الفحم أو خلايا الطاقة الشمسية. وفيما نبدأ بتحقيق أهدافنا الطموحة، سنسعى لخفض أكثر من 2.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً خلال الأعوام الثلاثة المقبلة».