وبداية أريد أن أقول : إنني أتحفظ على الأرقام التي تنشرها وزارة العمل، فقد صرحت من قبل، بأنه جرى توظيف ألف سعودي مكان العمالة التي رحلت، وهو رقم صعب عليّ تصديقه، ذلك لأنني تصورت أنّ العمال المرحلين كانوا يشغلون أعمالا يدوية ذات رواتب متدنية، ولا أحسب أنّ السعوديين يرضون بهذه الوظائف، ولعلّ القراء يوافقونني على هذا التصور، ولهذا التمست من الوزير أن يذكر لنا أسماءهم واماكن توظيفهم، وذلك في مقال نشرته صحيفة الرياض بعنوان « إنه إنجاز لو صح » في عددها رقم الصادر بتاريخ صفر الموافق ديسمبر ، ثمّ عاد الوزير وصرح بأنه تمّ توظيف أكثر من ألف سعودي في القطاع الخاص حتى الأول من محرم الماضي بزيادة على العامين الماضيين، وقد صعب عليّ أيضا تصديق هذا الرقم، خاصة وأنه يمثل قفزة هائلة في التوظيف، في الوقت الذي تتصاعد فيه الشكاوى من البطالة يوما بعد يوم، ولهذا التمست من الوزير في مقال بعنوان « وإذن فقد عرفنا الحل » نشر في صحيفة الرياض العدد رقم الصادر في صفر الموافق ديسمبر أن يذكر لنا أسماءهم وأماكن توظيفهم لتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقنا، ولكن الوزير أو الناطق الرسمي في وزارته لم يستجب للالتماسين، مع أنه موضوع يقضّ مضجع المواطنين والآن خرج علينا الوزير بتصريح نشرته صحيفة الحياة في عددها الصادر بتاريخ ديسمبر الجاري، بأنّ عدد الذين غادروا بعد التصحيح مليون وافد (هكذا بدون كسور) وليعذرني الوزير إذا قلت له إنه يصعب عليّ أيضا تصديق هذا الرقم، خاصة وأنه لم يصدر من الجهة المسؤولة عن الترحيل، فهل له مشكورا أن يكلف أحدا في وزارته بأن يطمئننا على صحة هذه الأرقام التي ذُكرت أعلاه ؟