أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن بلاده وقطر تعتزمان مواصلة التعاون بينهما في مجال الغاز، بما في ذلك في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز. وأشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية إلى أن أحد اتجاهات التعاون الواعدة هو الطاقة، خاصة مجال الغاز، وسنواصل التعاون في هذا المجال على الصعيد الثنائي، وفي إطار منتدى الدول المصدرة للغاز. وشدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة أن تكون سوق الطاقة بعيدة عن التأثيرات السياسية القائمة، وذلك لإيجاد توازن بين مصالح المنتجين والمصدرين والمشترين. وقال لافروف، "إنه بالنسبة إلى سوق النفط العالمية، فنحن على اتصال مستمر مع قطر، ومع أعضاء منظمة أوبك، كما تعقد روسيا اجتماعات غير رسمية ببلدان أخرى من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك". وعقد وزيرا الخارجية الروسي والقطري اجتماعا أمس في موسكو ناقشا خلاله عددا من القضايا الدولية على رأسها الأزمة السورية، وتأتي هذه التصريحات في وقت هوت فيه أسعار النفط إلى مستويات قياسية متدنية، إذ سجل مزيج "برنت" العالمي أدنى مستوى له في بداية تعاملات الأسبوع منذ 11 عاما، وذلك نتيجة إمدادات النفط المفرطة، ما يؤكد أهمية التنسيق بين منتجي الطاقة لتحقيق توازن في السوق بين المنتجين والمستهلكين. وعلى وقع الأزمة الراهنة بين روسيا وتركيا، تنظر أنقرة بإيجابية إلى استثمار محتمل في مشاريع لتخزين الغاز الطبيعي المسال مع الدوحة كبديل عن واردات النفط والغاز الروسي وهو مايضع ضغوطاً على الاقتصاد الروسي تضاف إلى ضغوط تدني الأسعار والعقوبات الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية. وكانت تركيا التي تعتمد بشدة على واردات الطاقة قد بحثت من قبل إمكانية إقامة مثل هذه المشاريع للتخزين مع موسكو، لكن العلاقات التى تأزمت كثيرا بين البلدين بعد إسقاط أنقرة طائرة حربية روسية، وتبلغ واردات تركيا من الغاز الروسي نحو 27.3 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وهو ما يعادل نحو 55 في المائة من إجمالي وارداتها الغازية. من جهة أخرى، تستعد روسيا لأيام أكثر سوءًا على صعيد تدني أسعار الخام، فقد حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته على الاستعداد إلى أن أسعار السلع الأساسية والخامات، ومنها النفط، قد تبقى عند مستويات متدنية لفترة طويلة.