أظهرت بعض الدراسات في الفترة الأخيرة، أن الهواء الذي يملأ رئتي الإنسان، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسكري والبدانة، اعتماداً على المكان المحيط به. ويقول هونغ تشين، من جامعة تورونتو الكندية: بدأنا نفهم أن امتصاص وتوزيع تلوث الهواء في الجسم قد يؤثر في أجزاء أخرى الهواء يسبب البدانة من الجسم وليس في الرئتين وحسب، بحسب ما نقلت بي بي سي البريطانية. وقدمت فئران الاختبار بعضاً من أقدم الإشارات الملموسة على أن آثار تلوث الهواء قد تنفذ إلى أجزاء أخرى أبعد من الرئتين. وقال كينغوا صن، في جامعة ولاية أوهايو: إن الفئران التي تعرضت للهواء الملوث أظهرت كميات أكبر من دهون الجسم، حول كل من البطن والأعضاء الداخلية، وعلى المستوى المجهري، كانت الخلايا الدهنية نفسها أكبر بنحو 20% منها لدى الفئران التي استنشقت رذاذاً خفيفاً من الملوثات. والأكثر من ذلك هو أنها أصبحت على ما يبدو أقل حساسية للأنسولين، وهو الهرمون الذي يعطي الإشارة للخلايا لتحويل السكر إلى طاقة، وهي الخطوة الأولى نحو الإصابة بالسكري. وعندما نتنفس، فإن الملوثات تهيج الحويصلات الهوائية الصغيرة الرطبة التي تسمح عادة للأكسجين بالمرور في مجرى الدم. ونتيجة لذلك، تصدر بطانة الرئتين استجابة توتر تؤدي إلى توتر جهازنا العصبي بشكل كبير. وهذا يشمل إفراز الهرمونات التي تقلل من فاعلية الأنسولين وتوجه الدم بعيداً عن الأنسجة العضلية الحساسة للأنسولين، وتمنع الجسم من إحكام السيطرة على مستويات السكر في الدم. وقد تطلق الجسيمات الصغيرة المزعجة أيضاً العنان لسيل من الجزيئات الالتهابية التي تسمى السيتوكينات التي تندفع إلى الدم، وهذه استجابة تتسبب أيضاً في غزو خلايا جهاز المناعة للأنسجة الصحية. ولا يتدخل ذلك في قدرة الأنسجة على الاستجابة للأنسولين وحسب، بل إن الالتهاب الناتج قد يتدخل أيضا بالهرمونات التي تحكم شهيتنا، حسب قول مايكل جاريت في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي. وكل ذلك يؤدي إلى الإخلال بتوازن الطاقة في الجسم، ما يتسبب في مجموعة من الاضطرابات في نظام التمثيل الغذائي بما في ذلك السكري والسمنة ومشاكل القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم.