عزيزنا المشاكس النشط .. الأستاذ محمد المنقري .. ها انت تؤدي الدور ايضا فتكيل المديح اليوم بصحيفة الجزيرة ( بحق ) لصديقنا الحميم الراحل الاستاذ محمد صادق دياب ذلك الإبداعي الذي اجتمعت بقلمه الأنواع الثقافية بمهارة وعشق وقد عايشت ( ابا غنوة ) بحكم التقائنا اليومي كاصطفاء مقنن من الأصفياء وهو يردد على مسامعنا خطوط مشروعه الروائي القادم ( الخواجة يني ) ويبشر بأن هذه الرواية اذا اكتمل نسجها كما ترتسم وتمتلك عليه أحداثها فإنها ستكون حدثا غير مسبوق في منجزنا الروائي ! ولأني ادركت الخواجة يني بدكانه المتسعة على المفترق بوسط شارع قابل وابنته التي كانت تشاركه مهام البيع ومفاوضة ( الزبائن ) في الأسعار دون اعتراض !! فإني توقعت من وقتها ان عنوان الرواية ( الخواجة يني ) هو بحد ذاته اكبر جاذب وسيقبل القرّاء على الرواية بحماس كبير فكيف ومتن الرواية سيضم دقائق للمجتمع الجدواي لن يقدر عليها أحد مثل ابن جدة البار الدياب ! لكن الحبيب الدياب وفد انشغل جدا وبإهتمام كبير بتفاصيل علاج رفيقة عمره ( ام غنوه ) في تلك الأيام نحى جانبا استكمال مشاريعه الروائية وركز على حالة رفيقة العمر الصحية ولم يكن يدري بأن المرض يترصد له هو نفسه ويتسلل بتخف شديد الى جسمه المضني أساسا بهموم تهد الجبال ! لقد كان مرض حبيبنا الدياب فجائيا وصادما ومروعا لنا نحن الملازمين له فكيف به هو الذي دهمه الخبر وشلّ قواه ؟! لن اسرد مسلسل التفاصيل فقد كان الصفي الأول لأبي غنوة هو ذلك الشهم النبيل شاعرنا المبدع الأستاذ ( عبد المحسن حليت ) الذي تجرد من كل اعبائه العملية وتفرغ لمساندة صفيه الأثير ( الدياب ) والسفر معه الى عاصمة الشتاء ( لندن ) لتلقي العلاج بأمل بدأ متفائلا ثم ما لبث ان تضاءل شهرا بعد شهر ! ولن يصدق احد ان ( ابوغنوه ) وهو في تفاصيل الصراع مع المرض بلندن كان شاغله اخراج روايته ( تقاسيم حجاز ) لتصل الى القرّاء وروايته الأخرى ( الخواجة يني ) لإستكمالها واللحاق بها ليستمتع بها القرّاء كما كان يتوقع ايما استمتاع ! عليكم بالصّفي الأول للدياب شاعرنا ( الحلّيت ) فعنده كثير من تفاصيل ورؤى هذا المبدع الموهوب مما يمكن إتحاف القرّاء به قبل ان يطويه نسيان الزمان .