استمرت القوات العراقية الخميس في تقدمها بمدينة الرمادي بمحافظة الأنبار لكن ببطء بسبب تحصن عدد كبير من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في وسط المدينة إضافة للكمائن والعبوات الناسفة المبثوثة على طول خطوط المواجهة. وفيما لا يزال عدد كبير من المدنيين محاصرين داخل المدينة ويعانون نقصا حادا في الغذاء، تمكن عدد آخر منهم كان التنظيم يستخدمهم كدروع بشرية من الهرب. ويعد استعادة هذه المدينة نصرا معنويا كبيرا للجيش العراقي. واصلت القوات العراقية الخميس التقدم ببطء لتحرير مدينة الرمادي حيث يتحصن بقايا عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مركز المدينة، بسبب عبوات ناسفة وكمائن ووجود مدنيين المحاصرين فيها. وتجري اشتباكات شرسة حول مجمع المباني الحكومية في وسط المدينة، الذي يمثل استعادة سيطرة القوات الأمنية عليه خطوة رئيسية على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتلها في أيار/مايو الماضي. وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش إن القوات العراقية وصلت عند محيط منطقة الحوز من الجهة الجنوبية لمدينة الرمادي، وباتت على بعد حوإلى 500 متر عن المجمع الحكومي، وتواصل الاشتباك مع عناصر داعش. وذكر رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، أن القوات العراقية تتقدم بحذر شديد في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي. وأشار إلى وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون في المدينة واحتمال وجود مدنيين محاصرين ويستخدمون كدروع البشرية وهذه تمثل عوائق رئيسية. وقال المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن إن مقاومة شرسة ومعارك ضارية تدور منذ 24 ساعة في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي. وأشار إلى قيام الجهاديين بإقامة مواضع دفاعية قوية مستخدمين عبوات ناسفة بشكل حقول الغام والكمائن وتفخيخ المنازل. كما نشر الجهاديون حوإلى 100 مسلح على امتداد الطريق القريب من المجمع الحكومي، وفقا للمتحدث. وذكر واران بأنه بسبب طبيعة المنطقة يسهل على عدد قليل إيقاف (تقدم) مجموعة كبيرة. مقاومة الجهاديين قال المقدم في الجيش إن جنديا على الأقل قتل وأصيب سبعة آخرون بجروح خلال اشتباكات وقعت في الساعات الماضية في منطقة الحوز، في الرمادي. فيما سجل مصدر طبي الخميس وصول 22 جنديا إلى مستشفى أبو غريب أصيبوا خلال الاشتباكات التي تجري في الرمادي. وقال عضو مجلس قضاء الرمادي إبراهيم العوسج إن عدد الموجود داخل الرمادي لا يرقى إلى مستوى سرية من داعش في اشارة لوجود اقل من 400 مسلح في المدينة. في غضون ذلك، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان على مواقع جهادية، عن تمكن خمسة انتحاريين من عناصر التنظيم المتطرف الخميس، من قتل عدد كبير من عناصر الشرطة في مقر للشرطة في منطقة 110 كليو، في محافظة الأنبار. وأوضح البيان أن ثلاثة منهم تمكنوا من التسلل إلى الباب الأمامي وقتل جميع الحراس بأسلحة كاتمة للصوت وتابع فيما تمكن الاثنان الآخران من التسلل من الباب الخلفي وقتل العديد منهم وحرق مخزن الأسلحة وبعض الثكنات وقتل عدد آخر منهم بتفجير عبوة ناسفة لدى محاولتهم الهروب. فيما قال ضابط برتبة عميد في شرطة الأنبار إن قوات الشرطة قتلت سبعة انتحاريين من تنظيم داعش خلال مواجهات تمكنت الشرطة خلالها من تفجير احزمتهم وقتلهم . التمور مصدر الحياة تمكنت عشرات العائلات التي كان يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية دروعا بشرية في مدينة الرمادي من الفرار الأربعاء وقام الجيش بإيوائها في منطقة الحبانية إلى الشرق من الرمادي. وقال سعد الدليمي (47 عاما) أحد هؤلاء الفارين مسلحو داعش استخدمونا كدروع بشرية للهرب معهم لتجنب استهدافهم من الطائرات والقوات الأمنية قبل أن يطلقوا سراحنا. وأضاف أن مدينة الرمادي تشهد معارك متواصلة بين قوات الأمن وعناصر داعش (...) عشرات الأسر متواجدة حاليا داخل منازلها ولا يمكنها الخروج بسبب قصف الطائرات وأصوات الانفجارات والمواجهات. وأشار إلى أن وضع العائلات داخل الرمادي صعب جدا بسبب نفاد الغذاء من المحال التجارية وكنا نعيش على التمر وما بقي لدينا من مواد غذائية. وقال المتحدث باسم قوات التحالف إن طائرات التحالف ألقت الأربعاء 50 قنبلة على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في الرمادي. بدأت عملية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي منذ شهر، بمشاركة قوات عراقية قامت بقطع خطوط الإمداد عن باقي مناطق محافظة الأنبار ثم السيطرة تدريجيا على محيط المدينة وغلق الطرق والجسور المؤدية إلى وسط المدينة. وكانت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منتصف أيار/مايو الماضي، على مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار خسارة كبيرة في المعارك ضد الجهاديين الذين استطاعوا فرض سيطرتهم على مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد بعد هجومهم الشرس في حزيران/يونيو 2014 . وما زال التنظيم المتطرف يسيطر على مساحات واسعة وأعلن إقامة دولة الخلافة فيها في العراق وسوريا. تمثل استعادة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) نصرا معنويا كبيرا للقوات العراقية وخصوصا الجيش الذي تعرض لانتقادات كثيرة خلال المرحلة الماضية. وتشارك قوات الحشد الشعبي، وأغلبها فصائل شيعية في المعارك إلى جانب القوات الحكومية وساعدت في استعادة السيطرة على عدد من المدن العراقية. لكن مازال التنظيم المتطرف يسيطر على مدن مهمة بينها الموصل ثاني مدن البلاد، والفلوجة ثاني مدن محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سوريا والأردن والسعودية . فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 24/12/2015