ولا زال موقع يوتيوب -الذي احتفل في بداية السنة بالذكرى العاشرة لانطلاقه- المكان المفضل لأغلب المستخدمين لنشر فيديوهاتهم أو مشاهدتها، رغم دخول مواقع أخرى على خط خدمات الفيديو مثل فيسبوك وتويتر. وتنشر يوتيوب -المملوكة لشركة غوغل- سنويا جردا لأهم مقاطع الفيديو التي حظيت بأعلى نسب للمشاهدة والتفاعل خلال العام. ودون مفاجآت تذكر، جاءت قائمة الفيديوهات العشر الأعلى مشاهدة في سنة 2015 مزيجا من فيديوهات الموسيقى والألعاب ومقاطع الأفلام واللقطات الطريفة. ريادة متواصلة طبقا لأرقام الموقع، فإن أكثر من مليار شخص يستخدمون الموقع شهريا، أي ما يعادل واحدا من بين كل اثنين من مستخدمي الإنترنت تقريبا. وقد جاء الفيديو الراقص "ووتش مي" المصور في نيويورك في المرتبة الأولى من حيث المشاهدات والتفاعل، بأكثر من 118 مليون مشاهدة. وحلّ في المرتبة الثانية فيديو ترويجي للعبة "كلاش أوف كلينس" (Clash of Clans) وهي اللعبة الأشهر على الهواتف الجوالة، يظهر فيه الممثل العالمي "ليام نيسون". وقد حظي المقطع بأكثر من 88 مليون مشاهدة و26 ألف تعليق منذ نشره في شهر فبراير/شباط من هذه السنة. كما ضمّت القائمة مقطع فيديو للرئيس الأميركي باراك أوباما يستعرض فيه قائمة من التغريدات المسيئة التي يستقبلها على حسابه على تويتر، وقد شاهد المقطع نحو 35 مليون شخص. وتنشر يوتيوب هذه القائمة في مدونتها الرسمية مدعمة بمقطع فيديو يتضمن أهم المقاطع والأحداث التي تميزت ورسخت في أذهان المتابعين خلال سنة 2015. وقد خصصت يوتيوب قائمة منفردة لفيديوهات الموسيقى المميزة، والتي تجاوز عدد مشاهدات أحدها المليار مشاهدة في ستة أشهر فقط، وهو رقم قياسي يتحقق لأول مرة منذ نشأة المنصة. أما عربيا، فقد جاء فيديو "طيارة" من السلسلة الكرتونية "دانية" في المرتبة الأولى بأكثر من عشرة ملايين مشاهدة. واحتل فيديو "فرعون" من إنتاج القناة الساخرة "مسامير" في المرتبة الثانية بأكثر من خمسة ملايين مشاهدة، وتلتها الحلقة الأولى من برنامج الأطفال "افتح يا سمسم" بأكثر من سبعة ملايين مشاهدة. يذكر أن هذا الترتيب لا يعتمد على عدد المشاهدات فقط بل يأخذ في الاعتبار التعليقات والمشاركات وعدد مرات الإعجاب والزيارات المتكررة للمقاطع المختلفة. منافسة وخدمات جديدة لم يعد موقع يوتيوب اللاعب الوحيد في عالم إنتاج ومشاركة الفيديو، فقد برز على الساحة منافسون جدد جديون وعازمون بقوة على إزاحة المنصة من عرشها. وفي هذا الإطار، يبذل موقع فيسبوك جهودا كبيرة لجعل خدمة الفيديو ميزة جديدة وبديلة تمكن المشتركين من رفع مقاطع الفيديو مباشرة على صفحاتهم عوض مشاركة الروابط من مواقع أخرى. وقد عمد موقع فيسبوك إلى تفعيل ميزة التشغيل التلقائي لفيديو الموقع دون الحاجة إلى النقر عليه لتشغيله، لتسهيل تجربة المشاهدة ورفع عدد المشاهدات. من جهته، حقق موقع تويتر نقلة نوعية بتمكين مشتركيه من التغريد بمقاطع الفيديو برفعها مباشرة على حساباتهم، وهي خطوة من شأنها حرمان يوتيوب من نسبة معتبرة من الجمهور. وأمام هذه المنافسة الجدية، لم تقف يوتيوب موقف المتفرج بل بادرت إلى إدخال خدمات جديدة خلال سنة 2015 بهدف الحفاظ على موقع الريادة في عالم سريع التحولات والابتكارات. وفي هذا الإطار، قدم موقع يوتيوب خلال هذه السنة أحدث منتجاته "يوتيوب الأحمر"، وهي خدمة تمكن المشترك من مشاهدة مقاطع الفيديو دون إعلانات مقابل اشتراك بنحو عشرة دولارات شهريا. كما تمكن هذه الخدمة من تحميل الفيديوهات ومشاهدتها لاحقا دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت، وتدعم التنقل بين التطبيقات واستمرار الاستماع للموسيقى في الخلفية. كما أطلقت شركة غوغل تطبيق "يوتيوب كيدز" في فبراير/شباط الماضي الذي يوفر نسخة مخصصة للأطفال من منصة يوتيوب، تركز على ما يهم الأطفال فقط وتستبعد المحتوى غير المناسب لأعمارهم. كما أطلق الموقع خلال هذه السنة تحديثا جديدا لخدمة "يوتيوب غيمنغ" لبث الألعاب، حيث أصبح بإمكان مستخدمي الحاسوب الشخصي وأجهزة أندرويد بث الألعاب مباشرة من أجهزتهم. ويمكن للمستخدمين الدخول إلى موقع الخدمة أو تحديث تطبيق أندرويد ومن ثم الضغط على زر "غو لايف" (Go Live)، ليتم بث اللعبة لجميع مستخدمي التطبيق حول العالم، مع إمكانية تشغيل الكاميرا الأمامية للجهاز لعرض وجه المستخدم للتعليق بشكل حي ومباشر. كما أطلقت غوغل تحديثا جديدا لتطبيق يوتيوب على نظام أندرويد، حيث أضافت دعما لمقاطع فيديو الواقع الافتراضي، وللنظارات التي تُستخدم لمشاهدة هذا النوع من الفيديو. وتقوم مقاطع فيديو الواقع الافتراضي على مبدأ تصوير الفيديو بزاوية 360 درجة، بعدها يمكن استخدام إحدى نظارات الواقع الافتراضي -مثل "غوغل كاردبورد"- لمشاهدة المقطع ومعايشته، كأن المستخدم يشاهده بشكل حي وليس عبر مقطع فيديو، حيث عند تحريك الرأس في أي اتجاه، يتم تحريك مقطع الفيديو معه لكشف تفاصيل جديدة.