الصغارُ والكبارُ، والرجالُ والنساءُ في مدينة جدّة كانوا على موعد رائع -خلال الفترة الماضية- مع الثقافة، والفكر، والأدب، والمعرفة. فقد تألّق معرض الكتاب -والذي افتُتح قبل 11 يومًا- فكان الوجهة الأولى لكلِّ مَن يقصد عروس البحر الأحمر. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أعداد الزوّار للمعرض تجاوزت الـ800 ألف زائر، جاءوا للاطّلاع على إصدارات أكثر من 440 دار نشر، من 25 دولة خليجية، وعربية، وعالمية. معظم الزوّار أجمعوا على أن المعرض تميّز بحسن التنظيم والإعداد، وحقق الأهداف المأمولة منه، في دفع أفراد المجتمع -بكافة فئاته- للقراءة، والاطّلاع. فقد شهد المعرض إقبالاً كبيرًا فاق التوقعات، وخصوصًا من الأطفال، والطلاب والطالبات، حيث سعت العديد من المدارس إلى تنظيم رحلات تثقيفية للمعرض؛ ممّا زاد الإقبال على كتب الأطفال. لم يخلُ المعرض من ملاحظات، وهي ملاحظات عامّة، يمكن أن توجد في أيِّ تجمّع ثقافي، منها تفاوت أسعار بعض المطبوعات والإصدارات، وتحفّظات اللجنة المنظمة على المعرض على بعض إصدارات دور النشر، إضافة إلى تحفّظهم على مضمون بعض الفعاليات، وبعض الاجتهادات الفردية التي لم تخرج عن نطاق السيطرة، بل تم التعامل معها بكل هدوء وإتقان. المعرض الذي يقع على كورنيش أبحر الشمالية، كان لسكان جدة وزوّارها أشبه بمهرجان ثقافيّ رائع، أضاف لمسة جمالية لعروس البحر الأحمر، وخصوصًا في ظل المناخ الجميل الذي تعيشه المدينة خلال هذه الأيام، فقد كان حديث المجتمع خلال الفترة الماضية، وكان السؤال الأول الذي يطرح في الملتقيات هو: هل قمت بزيارة معرض الكتاب؟ بل إن الأصوات تعالت في آخر أيام المعرض مطالبة بتمديد فترة إقامته عدة أيام أخرى. كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ورئيس اللجنة العُليا لمعرض جدة الدولي للكتاب على اهتمامه ودعمه لتحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس، وحدث عالمي أدخل البهجة والسرور، ليس فقط على سكان مدينة جدة، بل وزوّارها، كما أعاد لعروس البحر تألّقها الثقافي الذي افتقدته منذ زمن، وأعاد علاقتها بالأدب والمعرفة، والشكر كذلك لفريق العمل المميّز، والذي عمل بكلِّ جدٍّ واجتهاد على تنظيم هذه الفعالية، ونجح في تقديم هدية ثقافية جميلة لمدينة جدة، وسكّانها، وزوّارها الذين يستحقّونها، ويتمنون تكرارها كل عام؛ لتصبح إحدى الفعاليات الأساسية لعروس البحر الأحمر. Ibrahim.badawood@gmail.com