تونس ــ الحبيب الأسود دشن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أمس، زيارته إلى الرياض، حيث عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس التونسي جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كلها، وسبل تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة. وتم عقب جلسة المباحثات وبحضور خادم الحرمين الشريفين والرئيس التونسي، توقيع مذكرة تفاهم وثلاث اتفاقيات بين حكومتي المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية، حيث تم توقيع مذكرة في مجال الحماية المدنية والدفاع المدني، وقعها من الجانب السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومن الجانب التونسي وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني. كما تم توقيع اتفاقية للتعاون في المجال الدفاعي بين البلدين، وقعها من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومن الجانب التونسي وزير الدفاع. وتم توقيع اتفاقية قرض للمساهمة في تمويل إنشاء محطة كهرباء بمنطقة المرناقية بتونس بين الصندوق السعودي للتنمية، ووزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي التونسية، وقعها من الجانب السعودي وزير المالية د. إبراهيم العساف، ومن الجانب التونسي وزير المالية سليم شاكر، فيما تم توقيع اتفاقية تعاون لتنظيم نقل الأشخاص والبضائع على الطرق البرية، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير النقل المهندس عبدالله المقبل، ومن الجانب التونسي الوزير شاكر. وحضر الجلسة وتوقيع الاتفاقيات عدد من كبار المسؤولين السعوديين، من بينهم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وحضرها من الجانب التونسي أعضاء الوفد المرافق للرئيس السبسي ومن بينهم وزير الدفاع ووزير المالية سليم شاكر، والمستشار الأول لدى رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الدبلوماسية خميس الجهيناوي، والمستشار الأول لدى رئيس الجمهورية المكلف بالإعلام والتواصل والناطق الرسمي باسم الرئاسة معز السيناوي. إلى ذلك، عبر الرئيس التونسي عن مساندة تونس ودعمها الكامل للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، مؤكداً أن مبادرة المملكة بالإعلان عن هذا التحالف لا تكتسب أهميتها من كونها مبادرة عسكرية بالأساس، بل لأنها مبادرة شاملة تصيب الهدف في الصميم وتعالج مسألة الإرهاب من كل النواحي: الدينية، والسياسية، والثقافية، والعسكرية. وقال في تصريح صحافي بمناسبة زيارته للمملكة: «إن الإعلان عن إنشاء هذا التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، جاءت في وقته المناسب، ويأتي لسحب البساط من الذين يحاولون تشويه الإسلام ويتهمون الدول العربية والإسلامية بالتقاعس عن مكافحة الإرهاب، كما أنها مبادرة من شأنها لجم المتهجمين على الإسلام والمتطاولين عليه ومتهميه، وأن للمملكة الثقل العالمي اللازم لنجاح هذا التحالف وإن شاء الله ستنجح. وأكد قايد السبسي أن بلاده من أولى الدول التي باركت التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن تونس معنية بمقاومة الإرهاب وهي في جبهة متقدمة في محاربته منذ سنوات. وحول العلاقات السعودية التونسية، أشاد قايد السبسي بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين ووصفها بالتاريخية والمبنية على الاحترام المتبادل والتشاور المستمر. وقال: «علاقات تونس مع المملكة العربية السعودية يرجع تاريخها إلى الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ والزيارة التي قام بها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى المملكة، والتي كان لها تأثير بالغ في مستقبل تونس». وقال: «صداقتنا مع المملكة قديمة ولها أبعاد أخرى ولازلنا مستمرين فيها ـ فزيارتي للمملكة طبيعية ـ ويسعدني أن تلقيت دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كنت على صلة معه منذ أن كان أميراً للرياض». وأضاف: «إن علاقة تونس بالمملكة لا خوف عليها، فمنذ عهد الملك عبدالعزيز وتونس تعتبر نفسها في علاقة صداقة مستمرة.. ونأمل أن تسهم هذه الزيارة في توظيفها أكثر، وتوجه رسالة إلى الداخل والخارج بأن العلاقات التونسية السعودية تسير في نسق تصاعدي».