قال مشاركون في ملتقى الدراسات العليا الأول الذي استضافته جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن أمس الخميس، تحت عنوان (رؤى مستقبلية وتجارب عالمية), إن الجامعات السعودية ترفض توظيف 4000 سعودي وسعودية من الحاصلين على دراسات عليا ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث, بسبب الأنظمة الإدارية وأنظمة الابتعاث الموجودة داخل الجامعات نفسها. وتطرق الملتقى إلى تحديات تواجه الدراسات العليا في السعودية, والحاجة إلى تطوير الدراسات العليا بشكل يخدم سوق العمل والمجتمع, وتطوير التعليم الإلكتروني لإتاحة الفرصة للسيدات للحصول على تعليم عالٍ. وحذر الدكتور هاني خاشقجي عميد الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة دار العلوم, من مكاتب خدمات الطلاب المنتشرة, التي وصفها ببؤر فساد لإعداد الرسائل العلمية, بطريقة مخالفة للأمانة العلمية. وقال خلال ورقة عمل ألقاها أمس، عن التحديات والحلول التي تواجه الدراسات العليا في نظام التعليم العالي بالسعودية, إن تزايد أعداد الطلاب والطالبات بالدراسات العليا, واشتراط رسائل للدكتوراه والماجستير فيها, والأسلوب التقليدي في تقديمها أدت إلى مشكلة تتمثل في تكرار العناوين والاقتباس غير المشروع, وغياب الابتكار بالرسائل العلمية, مما أضعف محتواها العلمي والقدرة على الاستفادة منها. وبين أن عقبات تدريس بعض المقررات في بعض برامج الدراسات العليا باللغة العربية بسبب عدم توافر الكتب والمراجع العلمية الحديثة, الأمر الذي يضطر بعض البرامج إلى اللجوء إلى كتب ومراجع مقررة في مرحلة البكالوريوس مع تغيير في العناوين، وقال خاشقجي: "إنها ظاهرة لا بد من مكافحتها والقضاء عليها وإلا فإن مستوى الخريج في برامج الماجستير والدكتوراه سيكون موضع التساؤل في بعض التخصصات". وطالب خاشقجي بضرورة إيقاف ابتعاث الطلاب والطالبات إلى جامعات لم تصنف في وزارة التعليم العالي أو لم تصنف لدى الجامعات السعودية, والعناية في اختيار المعيدين المرشح ابتعاثهم للدراسات العليا, فالتقديرات العالية لا يعني كفاءتهم وأهليتهم ليكونوا أعضاء هيئة التدريس, بالإضافة إلى زيادة الجرعات المكثفة في اللغة الإنجليزية للطلاب والطالبات المقبولين للدراسات العليا. من جهتها، أكدت لـ "الاقتصادية" عميدة الدراسات العليا في جامعة الأميرة نورة دكتورة هيا العقيل, أن هذا اللقاء يأتي بعد خمس سنوات من إيقاف برامج الدراسات العليا داخل الجامعة, لاستهداف تطوير مخرجاتها لتتميز بالتطوير والجودة وحاجة المجتمع. وبينت أن الجامعة تستهدف من خلال الملتقى تطوير برامج الدراسات العليا داخل الجامعة والشراكة في برامج نوعية جديدة، قائلة إن الخطة مستقبلا ستكون أن يضم الملتقى شراكة مع جامعات عالمية وعربية, لا الجامعات المحلية فقط. وأعربت عن أملها في أن تساعد توصيات الملتقى على تطوير برامج الدراسات العليا بشكل يخدم التنمية الوطنية ويتوافق مع التوجهات العالمية, خاصة مع تأسيس قاعدة بيانات للأبحاث المنجزة في الجامعات السعودية, وهو ما يحد من تكرار موضوعات الرسائل دون فائدة. وكان المشاركون في الملتقى قد اتفقوا على 13 توصية تستهدف رفع جودة الدراسات العليا, منها الحرص على توافر الابتكار في موضوعات الرسائل العلمية, والتأكيد على اشتراط اللغة الإنجليزية للمتقدمين لبرامج الدراسات العليات حتى المختصة بدراسات اللغة العربية والإسلامية, وتفعيل التعليم الإلكتروني لزيادة قدرة السيدات على التقديم للدراسات العليا.