من بين اللاجئين السوريين الذين سيتم إعادة توطينهم في كندا، مريم البالغة من العمر ستة أعوام، وأمها وجدتها. وبعدما أجرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمسؤولون في السفارة الكندية في لبنان المقابلة مع العائلة الصغيرة، تحدث فريق المفوضية مع الطفلة مريم وأمها عبير عن مشوارهما منذ بدء المعاناة في سوريا إلى حين تلقي الخبر السعيدذلك وفق ما نقلت " إذاعة الأمم المتحدة" الإثنين (21 ديسمبر/ كانون الأول 2015). وتنتقل الطفلة مريم، البالغة من العمر ستة أعوام، مع أمها عبير إلى كندا من ضمن اللاجئين السوريين العشرة آلاف الذين سيتوطنون في البلاد بنهاية العام الحالي. عبير كانت قد فرّت بابنتها مريم من سوريا إلى لبنان منذ ثلاث سنوات، بعدما خسرت كل شيء. وعن ذلك تقول عبير: "سمعنا صراخا، عويلا، طلقات نارية. وبعد خمس ساعات، شعرنا فجأة بهدوء. خرجنا إلى الميدان الرئيسي فوجدنا الناس مذبوحة والدم في كل مكان. لم نكن قادرين على تمييز الأشخاص." عبير تحدثت عن تأثير الصراع الكبير على صغيرتها مريم، فتقول إنها لم تعد تجرأ على رفع رأسها بين الناس خوفا من القناصة: "على سبيل المثال عندما نخرج، تطأطئ رأسها في الأرض خوفا من القناصين. وتقول لي مثلا، قومي وأجلبي الممسحة. أسألها لماذا؟ فتجيب: لنجفف الأرض، هناك دم في كل مكان". وتقدم وكالات المعونة بعض الدعم النفسي لمريم وعبير، بما في ذلك استشارات طبية نفسية للطفلة التي شهدت مآسي أكثر مما ينبغي في عمر جد صغير. ومن بين ما فقدته مريم، لعبتها المفضلة سوزانا في فوضى الهرب من الحرب. وهذا ما تقول عنها: "ماتت. أخذوها بعيدا وأحرقوها. لعبتي". قدم لبنان السلامة للمدرّسة السابقة عبير وطفلتها مريم والجدة المريضة. وهن يتشاطرن شقة مؤلفة من أربع غرف نوم مع ستة أقارب آخرين. ولكن ذات يوم تلقت عبير مكالمة هاتفية غير متوقعة: "في ذلك اليوم بالذات كنت أشعر بضيق شديد. ولم يكن لدي قرش واحد في جيبي. رن جرس الهاتف. لم أعرف الرقم، أجبت، فإذا بها مفوضية الأمم المتحدة تقول إنهم اختارونني لأسافر (لمسار إعادة التوطين): هل تقبلين؟ فأجبت نعم، نعم. وأتذكر أنني شددت على ذلك كثيرا". وفي أعقاب ذلك أجريت للطفلة مريم وأمها وجدتها مقابلة مع مفوضية اللاجئين والمسؤولين الكنديين. وبموجب المقابلة تحدد بأن هذه العائلة ضعيفة. وهكذا قدمت لها فرصة لبدء حياتها من جديد في إدمونتون، بكندا. الصغيرة مريم لم تر الثلوج أبدا في حياتها. وعندما سئلت عن كندا وعن كيفية تخيلها للثلوج. أجابت: "أود أن تكون الثلوج مرتفعة بعض الشيء". رفاه مريم وصحتها يمثلان أولوية بالنسبة لعبير، ولكن عبير تريد أيضا إعادة بناء حياتها: "أرغب في العودة إلى تخصصي، وهو التدريس في روضة الأطفال كما كنت أفعل سابقا. أريد أن أعمل في مهنتي وأن أتعلم اللغة. أريد تعويض الأيام التي ضاعت". تجدر الإشارة إلى أن كندا ستوطن أيضا خمسة عشر ألف لاجئ إضافي بحلول شهر فبراير/ شباط 2016.