أواه يا عمر! من يبكيك اليوم وأنت الذي لم تترك زميلا أو صديقا فرحت به أو حزنت عليه إلا وكتبت عنه؟ من يتصدى لكتابة «بروفايل» عنك يا سيد «البروفايلات والتحقيقات الصحفية»؟ من سيكتب عن الحجر في مكة وسيد البشر في المدينة كما كتبت ودافعت ونافحت؟ الشيء الوحيد الذي فعله الزميل الراحل عمر المضواحي وأكمله وأنهاه خير نهاية أنه مات في مكة التي أحب حجارتها وشعابها أكثر من ضناه! الشيء الوحيد الذي ختم به الخبر أنه مات ودفن في القبور التي عشق سكانها والصخور التي سيطرت على حياته الشخصية حتى باتت شأنا يوميا خاصا! ها هي روحك الآن أيها الوفي لمكة وحجارتها وناسها تعانق الجبال والشعاب والتلال وتبسم للرمال.. فرب رملة دوستها وأنت حي، تشفع لك عند الواحد الصمد الحي! كتب الزميل الراحل «بروفايل» شهيرا عن الأستاذ عبدالرحمن الراشد بعنوان «قفاز الحرير..المملوء دوما بالمسامير»، وجاء في مقدمته أن الراشد يظهر معجونا بماء البراءة.. والحق يا عمر أنك الآن سيجتنا كلنا بالشجن والبراءة وأوقعتنا أو أوقفتنا بين حدة الموت ورقة الإماءة خاصة وأنت تقول لنا حتى قبل أيام: «ضروري نلتقي»! ثم كتب عن الأستاذ جمال خاشقجي بعنوان «مهندس المشاكل الرابحة» والحق عندي يا عمر أنك كنت ومازلت وستظل العشرة الرابحة والسيرة الرابحة والذكرى الرابحة لكل من عمل معك! وعندما كتب عمر عن الأستاذ محمد التونسي، ظن كثيرون أنه يجامله وظن الآخر أنه يبايعه، والحق عندي أن عمرا لم يكن ليكتب إلا إذا انفعل، وإذا انفعل سطر إبداعا صحفيا ولغويا في آن واحد! أصدق التعازي لأبناء وذوي عمر المضواحي والى رفيق دربه علي الزيد وأسرة جريدة مكة التي احتضنته كما احتضنته أسرة «الوطن» قبلها.. و»المجلة» قبلهما و»المسلمون» قبلهم.. ولحجارة مكة المكرمة قبل وبعد الجميع.