هي قدوة التاريخ، وأصالة المنشأ، وقناعات الأعراف النبيلة، وخارطة التربية.. هذه الصور التي تتداولها الحياة، وتتناقلها المآثر ويحتفي بها النبلاء منا، ليست إلا فصلا من فصول دولة قامت على القيم، وتواعدت على الوفاء، ونمت بالفضائل.. ملكًا في ضيافة إخوته الذين يكبرونه سنّا، يستضيء بآرائهم، ويفاتحهم الحب بابتسامة لا تنقطع ثم يشير بالأفعال لا بالأقوال إلى الأبناء والأحفاد أنْ كونوا ماكنّا لتكون الحياة الفاضلة، وتكون الحكمة المستمرة، والقيادة العادلة.. كل هذه الصور كانت ومازالت امتدادًا لتاريخٍ تعنونت كل فصوله بقيم الحياة ومبادئها، فالصغير للكبير والكبير للأكبر هكذا هي قاعدة البيت الحاكم لا تبدّلها المناصب ولا تغيّرها الأحداث، ولا تتنازعها الأهواء.. هي سيرة ملك وحّد أمة على الدين، ومجتمعًا على فضائل الأخلاق.. ثم ورّث سيرته عملا لا ينقطع بالتقادم، ولا يتقادم بالزمن.. كل قارئٍ واعٍ بالتاريخ المجيد لهذه الدولة يدرك حقيقة التراتب العمري قدرًا، وإن قُدّر لكل شؤونه واهتمامه في قيادة هذا الشعب الذي بات يلمس قيمه وأخلاقه وأعرافه وفضائله فيهم، فالقيادة فينا قدوة حين كانت لدى غيرنا حكما وسلطةً، والفضيلة منا عملاً تلقائيا لا نتكلفه ولا ندّعيه، ولا نكتفي به حين نلقّنه لأجيالنا اللاحقة عملا. إنها أكثر من صورة وأصدق من تعليق حينما تظّل سنّة متتابعة في قيادتنا منحتنا دائما الثقة في الحب، والصدق في التآخي، والبيت السعودي قيمه ومبادئه التي تواصت بها قيادتنا عملاً فجاءت لنا صورًا شتى من زمن الفضائل التي لا تنتهي. والملك سلمان في كل هذه التفاصيل التي اشتملت عليها زيارته لإخوانه الأمير بندر بن عبدالعزيز والأمير مشعل بن عبدالعزيز والأمير طلال بن عبدالعزيز والأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز.. إنما يضرب صورة حية جاءت دائماً كتأكيد على قيم الحكم حين تقترن بفضائل الخلق، ولم تكن عبارة عن صور للذكرى يتخطّفها الإعلام وتتناقلها الوكالات.. إنها الموقف الثابت والقيم التي تتربّى عليها الأجيال، والحقيقة الجليّة التي زادت دائماً من إيماننا بقادتنا حين نستلهم منهم الأخلاق مواقف أكبر من الصورة وأخلد من الحدث الإعلامي..