حصد كتاب "لمحات من حياتي" لمؤلفه رجل الأعمال عبدالرحمن عبدالقادر فقيه- أكبر نسبة مبيعات لكتب "السير الذاتية" بعدد 1500 نسخة حتى الآن في معرض جدة الدولي للكتاب. ويعد الكتاب - الذي تم طرح طبعته الثانية في الأسواق - لأول مرة سجلاً حافلاً لصفحات من حياة مواطن في مسيرة وطن على مدى تسعة عقود شهد وشهدت خلالها المملكة مراحل التحول الهائل من عصر ما قبل النفط بكل قساوته وقلة إمكاناته وحياة الفاقة والعوز وضيق ذات اليد ثم أثر اكتشاف النفط بكميات تجارية وما أحدثه ذلك من نقلة هائلة في حياة الوطن والمواطنين، مع سرد أمين لجوانب من دور الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في تأمين احتياجات شعبه من الغذاء والدواء والكساء في أحلك الظروف التي مرت على الصعيد العالمي بسبب الحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار ودماء وخراب. كما يتناول الكتاب ملامح نشأة المؤلف ولادةً وتعليماً وعملاً وتجارباً خاضها ونجح في بعضها وأخفق في بعضها الآخر، مع إطلالة بانورامية على حياة الناس والمجتمع في مسقط رأسه ومرتع صباه في مكة المكرمة ودور المسجد الحرام جامعاً وجامعة ونقطة الارتكاز في نشر القيم السامية وتقويم سلوكيات الأفراد والجماعات وإيجاد روح الترابط الأسري والتكافل المجتمعي. ويستعرض المؤلف في لمحات من حياته كيف لعبت الصدف والمقادير وحاجة البلاد في انتقاله من تجارة الأصباغ وخيوط الحرير مع والده إلى تجارة (السمن النباتي) كأول مستورد لهذا النوع غير المألوف استخدامه في البلاد ثم تحوله لرائد صناعة الدواجن في المملكة العربية السعودية على المستوى التجاري والتي شكلت بالمزارع التي أنشأها دعامة قوية من دعائم الأمن الغذائي الذي ننعم به اليوم مشيراً في هذا الخصوص إلى ما وجده من دعم الدولة وتشجيعها بإقراضه 100 مليون ريال كان فاتحة للتوسع الكبير وتأمين حاجة المستهلكين من لحوم الدواجن وبيض المائدة، ثم توسع وتنويع نشاطه التجاري في مجالات تسجل له كأولويات مثل أول مشروع رائد لمعالجة الأحياء العشوائية بدمج الحيازات الصغيرة والمتوسطة والدور الدامرة والخرائب بما فيها الأوقاف العامة والخاصة في كيان واحد وإعادة تخطيطها وإبدالها بمجمعات تجارية وأبراج سكنية وتجارية وأسواق ومطاعم تلبي حاجات المتسوقين من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين من ضيوف الرحمن، وهكذا كان قيام شركة مكة للإنشاء والتعمير شركة مساهمة سعودية وتلاها شركة جبل عمر للتطوير وتحولت هذه التجربة الرائدة إلى مثل يحتذى داخل البلاد وخارجها.