وفرة البضائع، تزويد محكم ومتواتر، الأسعار منخفضة في نظر الباعة ومرتفعة حسب المواطن.. مفارقات لاحظناها خلال زيارتنا لأسواق مدينة سوسة أياما قبل محطتين، يوليهما التونسي اهتماماً من حيث الاحتفال هما المولد النبوي الشريف ورأس السنة الميلادية. سوق باب الجديد أو ما يعرف بـمارشي البورجوازية نظراً إلى ما تتميز به من جودة في الخضر والغلال، ومن ارتفاع الأسعار كانت محطتنا الأولى، حيث أجمع الباعة على وصف وضعيتها بالكساد، نظراً لغياب الزبائن وحسب تقديرهم لأول مرة، يحدث ذلك منذ أن أسس هذه السوق، كما أجمعوا في الوقت نفسه على إحكام التزويد، وتناسب أسعار الشراء والبيع حسب تقديرهم. وقال بائع أكثر من 30 سنة وأنا في هذه السوق لم أتوقع يوماً أن نصل إلى هذه الوضعية، الآن هرمت وليس ورائي أي ضمان لمواصلة العيش وفق مورد رزق ثابت، والكساد يعم السوق يومياً. أحد الشبان العاملين في هذه السوق تحدث إلى الشروق بكل حماس قائلاً ما ندفعه أكثر مما نربحه، انظر إلى كمية البضائع الفاسدة التي ألقي بها يومياً، أمكث يوماً كاملاً في هذه السوق لأتحصل على بعض الدنانير، التي لا تفي بالحاجة اليومية لمصروفاتي.