رحب عدد من أساتذة اللغة العربية بإعلان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل عن استعداد الإمارة بتقديم الدعم والمؤازرة من أجل تخصيص جائزة سنوية للمدارس التي تطبّق اللغة العربية الفصحى في كل معاملاتها، معتبرين هذه الخطوة دليلًا على مكانة اللغة العربية. وقال الدكتور عبدالله الزهراني: (أستاذ الدراسات العليا والأدبية بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى): هذه بادرة مباركة تدل على إحساس بقيمة اللغة العربية في عصر طغيان العجمة في كل مفاصل حياتنا، إذ لا يمكن أن تنهض أمة بغير لغتها، وأي أمة لا تحترم لغتها فلن يكون لها شأن حضاري بين الأمم، وهذا الإحساس من مقام الإمارة ليس بمستغرب من أمير يحمل هم اللغة ويتذوقها، فمستقبل الأمة مرهون بتقدم لغتها، وبلا شك فإن هذه المبادرة الخلّاقة تُضاف إلى اهتمام سمو أمير المنطقة بوعاء فكر الأمة العربية، ولا شك أنها ستخلق جوًا مدهشًا من التنافس الأمثل نحو التفات جيل التقانة بهذه اللغة المعطاءة، وأتمنى من القائمين على المدارس وإدارات التربية والتعليم أن يخلقوا تنافسًا واعيًا يزيد الإحساس بجمال العربية وتحبيبها لدى أبنائها. ويقول الدكتور سعيد بن محمد القرني «عضو لجان التعريب بمكتب تنسيق التعريب بالرباط بالمغرب وعضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى»: اللغة العربيّة لسانٌ معجِزٌ لكتابٍ معجزٍ وأمّةٍ وسطٍ، متّسمٌ بكماله مبنًى ومعنًى.. فضّل الله العرب به على من سواهم.. وتعلّمه فرض من فروض الدّين لا يسع المسلم بحال إلّا أن يتعلّمه ليقيم به دينه.. وردّ الأمة الإسلامية للسانها العربي من آكد الواجبات، وبخاصة أن الجيل قد تباعد من لسانه وأغرب واستغرب، ومما يحمد للأمير خالد الفيصل سعيه الحثيث لإصلاح ما أفسدته متغيّرات العصر من تباعد المتعلمين والمجتمع بإجمال عن العربية، والتمكين للعربية، فرأيناه يوجّه أرباب القطاع الخاص والحكومي معًا إلى تعريب عنوانات المقار والمحال التجاريّة، وعقد الدورات لتطوير لغة الموظفين وإصلاحها، ونحمد له منح جائزة سنوية للمدارس التي تجعل الفصحى لغة خطاب في عملها ومعاملاتها. وثمَّن علي أحمد الجارحي (أستاذ العربية والباحث بعلومها) هذه المبادرة الخلاقة واعتبرها خطوة مهمة في طريق إيجاد رؤيا عملية جامعة لإنقاذ اللغة، فهي الخندق الأول للدفاع عن الهوية، وصدق شاعر النيل حافظ إبراهيم إذ يقول: إن الذي خلق اللغات محاسنا جعل الجمال وسره في الضاد ويضيف الجارحي: أن من مظاهر الحفاظ على اللغة والذود عنها أن تكون لغة المعاملات العامة والخاصة وهذا ما يرنو إليه توجيه الأمير خالد الفيصل، وأطالب القيادات التعليمية بالتفاعل الإيجابي مع الدعوة، وأتمنى زيادة عدد المدارس التي تستحق عن جدارة هذه الجائزة سنويًا، وهذه المبادرة أراها تستهدف الأجيال المقبلة، وعلى كل فرد أن يشعر بقدسية ومكانة اللغة العربية، وأن يعتبر نفسه متضامنًا ومسؤولا عن إنجاح هذه المبادرة التي تبعد عن الشكليات والمظهرية، وتعبّر بحق عن اهتمام كبير باللغة من جانب الأمير والشاعر والإنسان خالد الفيصل. ويقول فوزي بن عبّاد اللحياني (مدير مدرسة ثانوية): لا شك أن للغة العربية مكانة عالية بين اللغات العالمية لأنها لغة القرآن الكريم والسنّة الشريفة، فهي تجمع بين أبناء الأمة العربية في وعاء لغوي واحد، كما أنها تمتلك كل مقومات اللغة القادرة على استيعاب العلوم والفنون والآداب كافة، أي أنها لغة الحضارة العالمية، ولهذا لا بد من وضع آلية لغوية عربية شاملة تقوم على الاهتمام باستخدام العربية الفصحى في مدارسنا وتكون وسيلة التواصل في البيئة المدرسية، واعتماد اللغة العربية الفصحى أساس الخطاب في قاعات الدروس، وذلك حفاظًا على هويتنا الإسلامية، وعلينا إعادة حيوية اللغة العربية من جديد بأسلوب جذاب عن طريق تعليمها وظيفيًا في ميادين العلم والمعرفة، وخلق ذائقة فنية لدى المتعلمين للإقبال على تعلم اللغة العربية من خلال الإحساس بقيمتها وكنوزها الثمينة، بحيث يتمكنون من استعمالها في المواقف اللغوية كافة. ويؤكد رجل الأعمال عبدالرحمن أحمد الغامدي أن هذه البادرة خطوة عملية ومبتكرة وليست بغريبة على شاعر يعلم قيمة اللغة ومكانتها، وأحب أن أذكّر بكلمة الأمير خالد الفيصل بمناسبة إطلاق مؤسّسة الفكر العربي مشروع إعلان «لننهض بلغتنا» بدبي في نوفمبر 2012م حيث قال: «اللغة العربية هي لغة الضاد ولغة القرآن الكريم التي يجب أن يحافظ عليها كل عربي وكل مسلم»، وطالب بالتصدي للخطر الأكبر الذي يهدد اللغة: «إذا كنّا في الماضي نُحمّل الاستعمار ومشروعاته وزر إهمال هذه اللغة ومحاربتها وكنا نتصدّى للأمر بكيفيات شتى فإننا اليوم بصدد الخطر الأكبر على هذه اللغة في هذا الزمان ألا وهي هيمنة الغرب على كل شيء عندنا، كنا نحن في السابق من يهيمن وكانت لغتنا هي الناقل للحضارة، أما اليوم فنحن نتعرّض لهيمنة سياسية وثقافية غربية شاملة ومن أخطر مظاهر هذه الهيمنة هي هيمنة اللغة الإنجليزية على ألسنتنا ومنطوقنا اللغوي اليومي العام». وقال: «لكل من يتهاون بموضوع لغتنا.. هويتنا.. أقول لهم: اتقوا الله في لغتكم»، وحذّر قائلا: إن اللغة العربية تمر بمرحلة عصيبة وخطيرة، ودعا سموه إلى تضافر الجهود للوقوف «أمام هذا التيار الجارف الذي يكاد يقضي عليها وعلى الهوية العربية». المزيد من الصور :