خلّف التعادل السلبي بين عملاقي الكرة المغربية الوداد والرجاء في الديربي الأشهر محليًا، أمس الأحد، انتقادات واسعة بين صفوف المتتبعين، وذلك نظرًا لهزالة الأداء وانعدام الفرجة، رغم أن الفريقين استفادا من دعم جماهيري كبير، جعل من ملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء، لوحة فنية بتشجيع فريد يثير الإعجاب. ولم تشهد المباراة سوى أربع فرص حقيقية للتسجيل، بينما ساد التحفظ على بقية أطوار المباراة، وبقي الأداء محصورًا في وسط الملعب، كما كثرت التمريرات المقطوعة والأخطاء من الجانبين، الأمر الذي جعل بعض المتتبعين يطالبون بمقاطعة الديربي، حتى يقتنع اللاعبون بضرورة تقديم كرة قدم ممتعة ويلعبون من أجل الفوز. طارق بنحريف، أحد الشباب الذين ظهروا في فيديو يطالب بتغليب الروح الرياضية في الديربي، كتب على صفحته بفيسبوك:" أقترح أن تقوم الجماهير بمقاطعة الديربي ..حتى يحترم الفريقان تضحيات جماهيرو وذكاءهم، على الأقل عندما يتفقان على التعادل، فليلعبان به بطريقة احترافية احتفالية، مثلًا أربعة أهداف لمثلها تمكّن من مسرحية أفضل". وزادت حدة الانتقادات عندما قام محسوبون على الجمهور بأعمال شغب بعد نهاية المباراة، إذ تم الاعتداء على رجال أمن، ووقع تكسير زجاج عدد من السيارات والبنايات القريبة قرب الملعب، كما التقطت الصور ومقاطع الفيديو مناوشات بين الجانبين وعمليات تراشق بالحجارة، أثرت سلبًا على تلك اللوحات التشجيعية الجميلة التي احتضنها اللقاء. وفي هذا الصدد، يقول أيوب رفيق، صحفي بموقع البطولة:"سوء الكرة في الدريبي يعود إلى الضغط الرهيب الذي يعاني منه اللاعبون قبل وأثناء وبعد المباراة، على اعتبار الشعبية الجارفة التي يحظى بها هذا الحدث والتنافس المحموم الذي يدور بين الفريقين، فضلًا عن احتراس المدربين وعدم نيلهم المبادرة الهجومية". ويضيف رفيق لـCNN بالعربية: ثمة سبب آخر، يكمن في الإقبال الكبير للفريقين على انتداب لاعبين من خارج مدينة الدارالبيضاء، وهو ما يفقد هؤلاء اللاعبين الإدراك العميق بأهمية هذا الحدث ورمزيته، خلافا للاعبي التسعينيات والثمانينيات، الذين ترعرعوا في البيضاء وكانوا أكثر قربًا من الجماهير".