متلازمة التفاخر، والقصور البنائي في ذائقة إنسان المدينة الحالمة التي اعتادت المعوقات ونسائم البحر الرطبة ومتغيرات الوقت من حولها وصناعة القرار فيها إضافة الى التميز في شتى مناحي الحياة. الفن التشكيلي .. رسالة أمل، تحاول بها دور العرض واتليهات جدة بالتفاهم مع الفنانين “وهم كثر” على رفع ذائقة الجمال العام، بالمتابعة والتتابع بعضها نجح وبعضها الآخر لم يحقق الكثير وتستمر المحاولات من أجل رفع وتيرة الاستيعاب الفني بنفس قابلة للرأي والرأي الآخر وحسن الإختلاف بعيداً عن الإقصاء.. المحاولات جيدة ولكنها بحاجة إلى مزيد من الدعم الرسمي والشعبي.. ولكنها لن تزدهر إبداعاً وتألقاً الا في حال ابتعدت خلقنا روح الابداع من حولها دون وصاية. معرض الكتاب.. التنظيم لافت، والمشاركون في التنظيم على قدر عال من الاستعداد للإجابة عن أي استفسار، الأعداد غفيرة، الاعياء الذي يلازم المتسوقين بعد ساعة تجول في أروقة المعرض سببه عدم كفاية التهوية الداخلية، نوعية الكتب متنوعة وان غلب عليها النزعة الدينية على رغم ان بعضها خارج المألوف والمأزوم مثل (1) الاسلام وحقوق المرأة للدكتور هيثم مناع (2) قيام الحكم الإسلامي – من الحق المجرد الى الالزام الديمغرافي سالم العمودي (3) فقة المرأة – نحول أصول جديدة للفقة الإسلامي محمد شحرور وغيرها.. ثم الرواية.. شخصياً وجدت رواية وطنية تفوق الامكانات ونوعية البيئة، بعض الأسماء من وجهة نظري نجحت في محاولة اولى وعمدت الى التكرار، ولكن لم تحقق أي نقلة نوعية في مستوى الطرح، وقليل منها جميل وربما لافت، ولكنها مرحلة مخاض ربما لاستيلاد الافضل مستقبلا، ولمجرد رأي أقول لولا القوة الشرائية لبعض رواد المعرض وأختلاف الاذواق كما يقال في العادة لم تباع بعض الروايات الا في محيط الدائرة الأولى لمؤلفيها فالكثرة لا تعني دائماً الجودة. بعض التراجم في الرواية لافت وان غاب الادب الروسي ، كما هي الرواية الفلسطينية واستمتعت بقراءة “يافا” حكاية غياب ومطر/ نبال قندس، ويضاف إلى ما سبق الكتب المتخصصة بأسعارها المرتفعة.. قال لي محدثي في المعرض ان بعض الطلبة من المدارس الحكومية قاموا بزيارة المعرض ولكنهم عجزوا عن الشراء بعضهم لم يكن يحمل سوى 50 ريالا، احزنني جدا هؤلاء من نعول عليهم كنت اتمنى وجود صندوق تحوط لدعم المفيد من اختيارات بعض هؤلاء ولكن!.. المعرض بصورة عامة جميل وان عكرصفوه بعض الخروج عن المألوف، ولازلت عند رأي سابق المجتمع سوف يعيد صياغة واقعه ويرفض كثيراً من الإنماط غير الطبيعية ولعل في مقدمها التبرج المبالغ فيه لانه لا يليق بنا، عموماً وجود معرض الكتاب في مدينة تستوعب كل المتغيرات باعتبارها بوابة الحرمين تظاهرة ثقافية تستحق المتابعة, شكراً لكل من دعم ظهور المعرض بعد غياب ثمانية أعوام وشكر خاص لأمارة منطقة مكة المكرمة ً ثم محافظة جدة ولمؤسسة البريد السعودي على مساندة رواد المعرض وشكراً لكل المتعاملين مع البريد السعودي على ثقتهم، وشكر خاص لرجال الأمن بأتزانهم وأخلاقهم. ولازلت اردد معارض الكتب تظاهرة ثقافية لابد أن تكون على الحياد (حتى وان كان نسبيا) فقط بالقراءة تسمو النفوس ويعاد استغلال العقل بعد استبعاده ، والأمثلة قائمة اليابان كوريا وغيرهم وتقدمهم خدمة لأوطانهم هل هناك عيون ترى؟! فاصلة أولى.. تحية خاصة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز على دعمه مبادرات اللغة العربية بمليون دولار سنوياً.. ليس غريبا عليكم وفقكم الله.