أسهمت شرطة دبي، في إحباط تهريب كمية ضخمة من مخدر الكوكايين. ووفقاً لشرطة دبي، فإن كمية المخدرات المضبوطة، التي أشبعت في شحنة فحم، تعد الأكبر على مستوى العالم، إذ تزن طناً ونصف الطن (1500 كيلوغرام)، فيما يقدر سعرها بنحو مليار و500 مليون درهم. وعمدت شرطة دبي، وشركاؤها من أجهزة المكافحة في كولومبيا وإسبانيا وبريطانيا، إلى تفكيك أجزاء العصابة الدولية الموجودة في كل منها، بالتوقيت ذاته، في عملية منسقة أطلق عليها اسم أرض الكناري. وأكد القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، أن متابعة الرأس المدبر في العصابة، من قبل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في دبي، استمرت عامين كاملين، قبل أن يقبض عليه في بداية الشهر الجاري، بالتنسيق مع السلطات البريطانية. وتفصيلاً، ذكر المزينة أن شرطة دبي تلقت معلومات مهمة من مصادرها الدولية، حول اعتزام عصابة كبرى تهريب كمية تعد الأضخم من مخدر الكوكايين، من كولومبيا إلى إسبانيا، ويدير العملية شخص بريطاني، يدعى (ل.ر)، يخضع لمراقبة دقيقة من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في دبي منذ عام 2013، لكن لم تتوافر أدلة قاطعة حول تورطه في أعمال إجرامية، على الرغم من تصنيفه ضمن أخطر مهربي المخدرات في العالم. وأضاف أن فرق المكافحة قبضت على (ل.ر - 39 عاماً)، وعلى أحد أهم مساعديه (ج.ج.م)، في الأول من الشهر الجاري، في دبي، بعد تنسيق واسع مع الأجهزة الأمنية في الدول الثلاث، وفي مقدمتها ضابط الارتباط في القنصلية البريطانية العامة في دبي، وضمن تحرك متزامن للجهات المعنية في هذه الدول، للانقضاض على جميع أفراد العصابة في ساعة محددة، بهدف تفويت فرصة اتصالهم ببعضهم بعضاً، أو التمكن من إتلاف ما لديهم من وثائق سرية، تثبت تورطهم في نشاطات إجرامية خاصة بتجارة وتهريب المخدرات، وأنواع أخرى من الجرائم. وأشار المزينة إلى أن المتهم الرئيس، حسب المصادر الأمنية البريطانية، يمثل خطورة إجرامية في بريطانيا، خصوصاً في جرائم العنف المنظمة، ويصنف من أخطر العناصر الإجرامية على مستوى العالم، إذ يشتبه في ارتكابه سلسلة من جرائم القتل، والتورط في عمليات تجارة مخدر الكوكايين من أميركا الجنوبية إلى دول أوروبية عدة، ولوحظ من خلال البحث والتحري من قِبَل شرطة دبي أن المتهم الرئيس يتصرف باحتراف وحذر شديدين، ويحرص في كل تحركاته على عدم ترك أي شبهات خلفه من الممكن أن تؤدي إلى إدانته. وبناء على هذه المعلومات، تم تشكيل فريق عمل، من أبرز مهامه مراقبة المتهم، وكشف تحركاته من خلال وضعه تحت المراقبة منذ منتصف أكتوبر 2013، لحظة دخوله إلى الدولة عبر مطار دبي الدولي قادماً من تايلند. وتبين أنه كان على تواصل مع أشخاص مشبوهين ومتورطين في تجارة وتهريب المخدرات في المملكة المتحدة ودول أخرى، مضيفاً أن شرطة دبي مررت أسماء هؤلاء الأشخاص إلى ضابط الارتباط البريطاني، ما ساعد الجهات البريطانية المختصة على القبض على بريطاني يدعى (ل.هــ)، لتورطه في عملية تهريب 80 كيلوغرام كوكايين، تعود ملكيتها للمتهم (ل.ر). وأوضح أن بداية عام 2015 شهدت ظهور تحركات لافتة للمتهم (ل.ر)، وتوافرت معلومات مؤكدة حول تورطه في إدخال شحنات مشبوهة إلى بريطانيا وهولندا وإسبانيا، قادمة من أميركا اللاتينية، وأنه يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع أفراد شبكته الإجرامية. وفي نوفمبر الماضي، توافر مزيد من المعلومات عن حاوية خرجت على متن إحدى السفن من ميناء في إحدى دول أميركا الجنوبية محملة بالفحم، لكن شرطة دبي تأكدت من خلال مصادرها الاستخبارية أن الفحم متشبع بـ1500 كيلوغرام من مخدر الكوكايين، وأكدت المعلومات أن أحد المقربين من المتهم سوف يتسلم الشحنة في إسبانيا. وتابع أن شرطة دبي نسقت مع ضابط الارتباط البريطاني، وحددت ساعة الصفر لدهم وضبط أفراد الشبكة في بريطانيا وإسبانيا والإمارات، في وقت واحد، مع مراعاة فارق التوقيت بين الدول الثلاث، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، قبض على جميع الأهداف، بمن فيهم الهدف الرئيس (ل.ر)، ومساعده (ج.م). وقد ضبطت الهواتف والأجهزة المحمولة، والمستندات التي استخدمت في هذه الشحنة، والعمليات المرتبطة بها، المتعلقة بغسل الأموال، كما تم التعرف إلى الحاوية المشبوهة في أحد الموانئ الإسبانية، وضبطها من قبل الجهات الأمنية المختصة هناك. وأكد المزينة أن العمل الاستخباري المهني، والتنسيق الدقيق مع الجهات الأمنية الدولية التي شاركت في أرض الكناري، يعكسان دور الإمارات في مجال مكافحة المخدرات على المستوى العالمي، لافتاً إلى أن السلطات الإسبانية توصلت إلى معمل أعدته العصابة لاستخلاص الكوكايين من الفحم.